(٥) (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ) أي بخيل بماله ممسك له ، لا يجود به لدى البأساء والضراء فهو لا يدفع عوز المعوزين ، ولا يساعد المحتاجين البائسين ، ولا ينجد الأمة إذا حزبها الأمر ، وضاقت بها السبل ، كدفع عدوّ يهاجم البلاد ، أو دفع كارثة نزلت بها ، تحتاج إلى بذل المال.
(٦) (مُعْتَدٍ) أي متجاوز لما حدّه الله من أوامر ونواه ، فهو يخوض فى الباطل خوضه فى الحق ، ولا يتحرّج عن ارتكاب المآثم والمظالم.
(٧) (أَثِيمٍ) أي كثير الآثام ديدنه ذلك ، فهو لا يبالى بما ارتكب ، ولا بما اجترح.
(٨) (عُتُلٍّ بَعْدَ ذلِكَ) أي وفوق ذلك هو فظ غليظ جاف ، يعامل الناس بالغلظة والفظاظة.
(٩) (زَنِيمٍ) أي معروف بالشرور والآثام ، كما تعرف الشاة بالزنمة ؛ روى عن ابن عباس أنه قال : هو الرجل يمرّ على القوم فيقولون رجل سوء.
ثم ذكر بعض مار بما دعاه إلى طاعتهم فقال :
(أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ) أي لا تطع من هذه مثالبه من جراء ماله ، وكثرة أولاده وتقوّيه بهم ، فإن ذلك لا يجديه نفعا عند ربه كما قال سبحانه : «يَوْمَ لا يَنْفَعُ مالٌ وَلا بَنُونَ. إِلَّا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ».
ثم ذكر سبب النهى عن طاعته فقال :
(إِذا تُتْلى عَلَيْهِ آياتُنا قالَ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ) أي إذا تلى عليه القرآن قال ما هو إلا من كلام البشر ، ومن قصص الأولين التي دوّنت فى الكتب ، وليس هو من عند الله.
ونجو الآية قوله تعالى : «ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً. وَجَعَلْتُ لَهُ مالاً مَمْدُوداً. وَبَنِينَ شُهُوداً. وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً. ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ. كَلَّا إِنَّهُ