لا يُؤْمِنُ بِاللهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ (٣٤) فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ (٣٥) وَلا طَعامٌ إِلاَّ مِنْ غِسْلِينٍ (٣٦) لا يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخاطِؤُنَ (٣٧))
شرح المفردات
القاضية : أي القاطعة للحياة فلم أبعث بعدها ، ما أغنى عنى ماليه : أي لم يغن عنى مالى الذي تركته فى الدنيا ، هلك : أي بطل ، والسلطان : الحجة ، غلّوه : أي شدّوه بالأغلال ، والغلّ : القيد الذي يجمع بين اليدين والعنق ، والجحيم : النار المتأججة المشتعلة ، وصليته النار وأصليته : أي أوردته إياها ، ذرعها : أي طولها ، فاسلكوه : أي فاجعلوه فيها بحيث يكون كأنه السلك : أي الحبل الذي يدخل فى ثقب الخرزات بعسر لضيق ذلك الثقب ، إما بإحاطتها بعنقه أو بجميع بدنه بأن تلفّ عليه ، ويقال سلكته الطريق : إذا أدخلته فيه ، حميم : أي قريب مشفق ، والغسلين : الدم والماء والصديد الذي يسيل من لحوم أهل النار قاله ابن عباس ، وعن أبى سعيد الخدري مرفوعا : «لو أن دلوا من غسلين يهراق فى الدنيا لأنتن أهل الدنيا» أخرجه الحاكم وصححه ، والخاطئون : أي الآثمون ؛ يقال خطئ الرجل : إذا تعمد الإثم والخطأ.
المعنى الجملي
بعد أن ذكر سرور السعداء بصحائف أعمالهم ، ثم بيّن حسن أحوالهم فى معايشهم ومساكنهم ـ أردف ذلك بذكر غمّ الأشقياء الكافرين وحزنهم بوضع الأغلال والقيود فى أعناقهم وأيديهم ، وإعطائهم الغسلين طعاما ، ثم أعقبه بذكر سبب هذا ، وهو أنهم كانوا لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ، ولا يحثون على مساعدة ذوى الحاجة والبائسين.