وأنبأناه أبو طاهر بن الحنّائي (١) ، أنا أبو علي ، قال : رأيت ربّ العزة في النوم وأنا بالأهواز وكأنه يوم القيامة ، فقال لي : بقي علينا شيء ، اذهب فمضيت في ضوء أشد بياضا من الشمس ، وأنور من القمر حتى انتهيت إلى طاقة أمام باب ، فلم أزل أمشي عليه ثم انتبهت.
فسمعت أبا الحسن علي بن أحمد بن منصور يحكي عن أبيه أبي العبّاس قال (٢) : لما ظهر من أبي علي الأهوازي الإكثار من الروايات في القراءات اتّهم في ذلك ، فسار أبو الحسن رشأ بن نظيف (٣) وأبو القاسم بن الفرات (٤) وابن القماح إلى العراق لكشف ما وقع في نفوسهم منه ووصلوا إلى بغداد ، وقرءوا على بعض الشيوخ الذين روى عنهم الأهوازي ، وجاءوا بالإجازات عنهم وبخطوطهم فمضى (٥) الأهوازي إليهم وسألهم أن يروه تلك الخطوط التي معهم ، ففعلوا ودفعوها إليه فأخذها وغيّر أسماء من سمّي لتستتر دعواه فعادت عليه بركة القرآن فلم يفتضح ، هذا معنى ما سمعته يقول ، وبلغني عنه أنهم سألوا عنه بعض المقرئين الذين ذكر أنه قرأ عليهم وحلّوه له ، فقال : هذا الذي يذكرونه قد قرأ عليّ جزأ أو نحوه.
قال (٦) : وحدثني والدي أبو العباس قال : عاتبت [أو عوتب](٧) أبو طاهر الواسطي المقرئ في القراءة على أبي علي الأهوازي فقال : اقرأ عليه العلم ولا أصدقه في حرف واحد.
قال : وحدثني أبو طاهر محمّد بن الحسن بن علي بن المليحي (٨) قال : كنت عند رشأ بن نظيف المقرئ المعدل في داره على باب الجامع وله طاقة إلى الطريق فاطلع فيها وقال [قد عبر رجل كذاب ، فاطلعت](٩) فوجدته الأهوازي.
__________________
(١) بالأصل : «الجباى» والصواب ما أثبت ، وقد مرّ.
(٢) الخبر في بغية الطلب ٥ / ٢٤٧٠ وسير أعلام النبلاء ١٨ / ١٥ وميزان الاعتدال ١ / ٥١٢.
(٣) انظر ترجمته في غاية النهاية ١ / ٢٨٤ ومعرفة القرّاء الكبار للذهبي ١ / ٣٢١.
(٤) في ابن العديم : الضراب.
(٥) بالأصل «فمضوا» والمثبت عن ابن العديم وسير الأعلام.
(٦) القائل أبو الحسن بن قبيس.
(٧) بياض بالأصل واللفظة مستدركة عن بغية الطلب ٥ / ٢٤٧٠.
(٨) ابن العديم وسير الأعلام : الملحي.
(٩) بياض بالأصل ، والمستدرك بين معكوفتين عن بغية الطلب ٥ / ٢٤٧٠ وسير الأعلام ١٨ / ١٧.