سنتين حتى تكلّمت في المعمري وذاك : أني كتبت معه عن الشيوخ وما افترقنا فلما رأيت تلك الأحاديث قلت : من أين أتى بها؟ قال أبو طاهر : وكان المعمري يقول : كنت أتولى لهم الانتخاب فإذا مر بي حديث غريب قصدت الشيخ وحدي ، فأسأله عنه.
قال : وسمعت الزبير بن عبد الله الزبيري (١) يقول : سمعت أبا تراب محمد بن إسحاق الموصلي ـ بهراة ـ يقول : سمعت المعمري يقول : أما تعجبون من موسى بن هارون يطلب لي متابعا في أحاديث خصّني بها الشيوخ وقطعتها من كتبهم؟ واللفظ لرواية البيهقي.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا محمّد بن عبد الله الحافظ ، قال : سمعت علي بن حمشاد العدل يقول (٢) : كنت ببغداد لما وقع بين الحسن بن علي بن شبيب المعمري وموسى بن هارون ما وقع ، وأخرج عليه أبو عمران نيفا وسبعين حديثا ذكره أنه لم يشركه فيها أحد ، ورفض المعمري محلته فصار الناس الغرباء وأهل بغداد حزبين حزب للمعمري وحزب لأبي عمران ، وكان من احتجاج المعمري في تلك الأحاديث أن هذه أحاديث حفظتها عن الشيوخ وقت سماعي ولم أنسخها ، ثم اتفقوا بأجمعهم على عدالة المعمري وتقدمه ، وعلى زيادة معرفته أبي عمران وأنه لما رأى أحاديثه شاذة لم يتبعها (٣) إلّا أن يثبتها ويبحث عنها.
قال (٤) : وسمعت أبا بكر بن دارم الحافظ يقول : كنت ببغداد لمّا أنكر موسى بن هارون على المعمري تلك الأحاديث وانتهى أمرهم إلى يوسف القاضي بعد أن كان إسماعيل بن إسحاق توسط بينهما في أيّامهم فقال موسى بن هارون : هذه أحاديث شاذة عن شيوخ ثقات ، لا بد من إخراج الأصول بها. فقال المعمري : قد عرف من عادتي أني كنت إذا رأيت حديثا غريبا عند شيخ ثقة لا أعلّم عليه ، إنما كنت أقرأ من كتاب الشيخ وأحفظه ، فلا سبيل إلى إخراج الأصول بها.
أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن
__________________
(١) في تاريخ بغداد ٧ / ٣٧١ الثوري.
(٢) الخبر باختصار في سير الأعلام ١٣ / ٥١٣.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل ، والمثبت عن حاشية سير الأعلام ١٣ / ٥١٣.
(٤) القائل محمد بن عبد الله الحافظ ، والخبر في سير الأعلام ١٣ / ٥١٢.