وقد رأيت من حديث ابن عمر : أن النبي صلىاللهعليهوسلم نهى عن النوح بإسناد مظلم من حديث المعمري عن نافع فلا أدري عبيد الله أو عبد الله ، فإن صحّ ذلك فقد برئ المعمري من قوله : «ونهى عن النوح» وما خرجه.
قال ابن عدي (١) : الحسن بن علي بن شبيب ، أبو علي المعمري. رفع أحاديث وهي موقوفة ، وزاد في المتون أشياء ليس فيها ، وكان المعمري كثير الحديث صاحب حديث [بحقه](٢) كما قال عبدان : إنه لم ير مثله. وأمّا ما ذكر عنه أنه رفع أحاديث وزاد في المتون فإن هذا موجود في البغداديين خاصة ، وفي حديثهم وفي حديث ثقاتهم. فإنهم يرفعون الموقوف ويوصلون المرسل ، ويزيدون في الأسانيد ، ولو لا التطويل لذكرت شيئا من ذلك ، والمعمري كما قال عبد الله بن أحمد : لا يتعمد الكذب ، ولكن صحب قوما من البغداديين يزيدون (٣) ويوصّلون والله أعلم.
أنبأنا أبو عبد الله الفراوي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو الحسن الدّار قطني ، قال : الحسن بن علي بن شبيب أبو علي المعمري صدوق عندي حافظ ، وأمّا موسى بن هارون فجرّحه وكانت بينهما عداوة ، وكان أنكر عليه أحاديث أخرج عليه أصوله العتق بها ثم ترك روايتها : منها حديث يحيى بن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر : نهى النبي صلىاللهعليهوسلم عن النوح [٣١١١] ، ومنها حديث الطفاوي عن أيّوب عن الزّهري عن النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنما جعل الإمام ليؤتم به وإذا قرأ فأنصتوا» [٣١١٢].
كذا وقع في أصله فلما أنكر عليه تركه.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، قال : وسئل الدار قطني عن المعمري وموسى بن هارون؟ فقال موسى أوثق وأثبت ، ولا يدلس ولا ينكر عليه شيء.
أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وأبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبش ، قالا : أنا علي بن محمّد المصّيصي ، أنا أبو محمّد عبد الله بن عدي الحافظ ،
__________________
(١) الكامل في ضعفاء الرجال ٢ / ٣٣٧ و ٣٣٨ ونقله أبو بكر الخطيب في تاريخ بغداد ٧ / ٣٧١.
(٢) زيادة عن ابن عدي.
(٣) في تاريخ بغداد نقلا عن ابن عدي : «يصلون ويزيدون» والأصل كابن عدي.