قال مسلمة : ولقيت العتابي فسألته عن ذلك فرد عليّ مثل ذلك.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمّد الأسدي ، أنا سهل بن بشر ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ـ إجازة ـ أنا أبو الحسن محمّد بن جعفر التميمي ، أنا أبو محمّد الأنصاري ، حدّثني أبو بكر محمّد بن الحسن الدهان ، حدّثني محمّد بن بريد عن أبيه ، قال : لقيت أبا العتاهية ، فقلت : من أشعر الناس؟ قال : الشاب العاهر أبو نواس حيث يقول (١) :
أزور محمّدا فإذا التقينا |
|
تعاتبت (٢) الضمائر في الصدور |
فأرجع لم ألمه ولم يلمني |
|
وقد قبل (٣) الضمير من الضمير |
ثم لقيت أبا نواس فقلت : من أشعر الناس؟ قال : الشيخ الطاهر أبو العتاهية حيث يقول :
الناس في غفلاتهم |
|
ورحا المنية تطحن (٤) |
فقلت : من أين أخذ هذا جعلني الله فداك؟ قال : من قول الله عزوجل : (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ)(٥).
أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ علي إسناده وناولني إياه وقال : اروه عني ـ أنا محمّد بن الحسين الجازري ، نا المعافى بن زكريا الجريري (٦) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا أحمد بن يحيى قال : قال بعض أصحاب العتّابي : رأيت العتابي ينظر في كتاب ويلتفت إليّ ويقول : هو والله أشعر الناس ، فقلت : ومن هو؟ قال : أوما تعرفه هو الذي يقول :
إذا نحن أثنينا عليك بصالح |
|
فأنت الذي تثني وفوق الذي نثني |
وإن جرت الألفاظ يوما بمدحة |
|
لغيرك إنسانا فأنت الذي تعني |
__________________
(١) البيتان في ديوانه ص ٣٦٣.
(٢) الديوان : تكلمت.
(٣) الديوان : رضي.
(٤) ديوان أبي العتاهية ط بيروت ص ٤٢٩.
(٥) سورة الأنبياء ، الآية الأولى ، وبالأصل «واقترب».
(٦) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٨٧.