من مثل عمه الرسول ومن |
|
خاله (١) أكرم الخئولات |
فقلت لابن مناذر : أنا أنشدك أحسن مما أنشدتني ، قال : هات ، فأنشدته (٢) :
ذكرتم من الترحال أمرا فغمّنا |
|
فلو قد فعلتم صبّح الموت بعضنا |
زعمتم بأن البيت يحزنكم ، نعم |
|
سيحزنكم عندي ولا مثل حزننا |
تعالوا نقارعكم ليحنق عندنا |
|
من أشجا قلوبا أم من أسخن عيونا (٣) |
أطال قصير الليل يا رحم عندكم |
|
فإن قصير الليل قد طال عندنا |
وما يعرف الليل الطويل وهمه |
|
من الناس إلّا من يحم أو أنا |
خليون من أوجاعنا يعذلوننا |
|
يقولون (٤) لم لم تهو قلنا بذنبنا |
فلو شاء ربّي لابتلاهم بما به |
|
ابتلانا فصاروا لا علينا ولا لنا |
يقومون في الأكفاء (٥) يحكون فعلنا |
|
ضيافة أبشار وسخرية بنا |
سأشكو إلى الفضل بن يحيى بن خالد |
|
هواكم لعل الفضل يجمع بيننا |
أميرا رأيت المال في نعماته |
|
مهانا مذل النفس بالضيم قد فنا |
وللفضل أجرا مقدما من ضياغم (٦) |
|
إذا لبس الدرع الحصينة واكتنى |
إليك أبا العباس من بين من مشى |
|
عليها امتطينا الخضرمي الملسنا |
قلائص لم تحمل حنينا على طلا |
|
ولم تذر ما فرع العتيق (٧) ولا لهنا |
فقال : أحسن والله صاحبك في التشبيب وأغربت علينا في صفة النعال ، وتصييره إياها مطايا ، من هذا؟ قلت : أبو نواس ، فقال : لعن الله أبا نواس ، وندم على ما مدح من شعره.
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا وأبو الحسين بن سعيد ، نا أبو بكر
__________________
(١) الديوان : من مثل من ساد أعماما ثم من أخواله.
(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ٧ / ٤٤٥.
(٣) كذا بالأصل ، وكتب فوقها : «أعينا» والبيت في تاريخ بغداد :
تعالوا نقارعكم لنعلم أينا |
|
أمضّ قلوبا أم من أسخن أعينا |
(٤) تاريخ بغداد : يقولون لم تهوون؟.
(٥) تاريخ بغداد : الأقوام ... صفاقة أبشار.
(٦) تاريخ بغداد : ضيارم.
(٧) تاريخ بغداد : ولم تدر ما قرع الفنيق.