تبكي فيذرى الدمع من عينه |
|
ويلطم الخد بعناب |
فقال : ما أحسن ما قال ، شبّه الدمعة بالدرّ ، والخضاب بالعناب ، ثم قال : إنه ليعجبني مجالسة مثلك ، يفيدني وأفيده لا كمن يأخذ بخناقي وآخذ بزمامه.
وأخبرنا بها أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسن بن علي بن القاسم ، وأبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمّد بن منصور الروندي ـ ببغداد ـ نا محمّد بن إبراهيم بن الصباح البزاز ، نا الغلّابي ، نا قاسم بن مسعر قال : كنا في مجلس ابن عيينة فذكر أبو نواس فقال منه رجل ، فقال له ابن عيينة : مه ويحك الذي يقول :
يا قمرا أبصرت في مأتم |
|
يندب شجوا بين أتراب |
يبكي فتذري الدمع من عينه |
|
ويلطم الورد بعناب |
أبرزه المأتم لي صاغرا (١) |
|
برغم دايات وحجّاب |
|
أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، أنا محمّد بن العباس الخزّاز (٣) ، أنا محمّد بن خلف بن المرزبان ـ إجازة ـ وحدّثناه محمّد بن عبيد الله حريث الكاتب عنه ، حدّثني أبو عبد الله اليمامي ، نا محمّد بن مسعر ، قال : كنا عند سفيان بن عيينة فتذاكروا شعر أبي نواس فقال ابن عيينة : أنشدوني له شعرا ، فأنشدوه (٤) :
نزلت (٥) والحسن تأخذه (٦) |
|
تنتقي منه وتنتخب |
ما هوى إلّا له سبب |
|
يبتدي منه وينشعب |
فتنت قلبي محبّبة (٧) |
|
وجهها بالحسن منتقب |
|
__________________
(١) في الديوان : كارها.
(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣٨.
(٣) إعجامها غير واضح بالأصل ، تقرأ «الحزاز» وتقرأ : «الخراز» والمثبت عن تاريخ بغداد.
(٤) الأبيات في ديوانه ص ٢٣٩ وتاريخ بغداد ٧ / ٤٣٩.
(٥) في الديوان : «حليت» وفي تاريخ بغداد : تركت.
(٦) بالأصل : «يأخذه» والمثبت عن الديوان.
(٧) في الديوان : محجبة.