لا أعير الدهر سمعا (١) |
|
أن يعيروا (٢) لي حبيبا |
لا ولا أحفظ (٣) عندي |
|
للأخلّاء العيوبا |
أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلم ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ـ ونقلته من خطه ـ نا أبو أحمد عبيد الله بن محمّد الفرضي ، نا أبو بكر محمّد بن يحيى الصولي (٤) ، نا الغلّابي ، نا ابن عائشة قال : غلست يوما إلى المسجد الجامع لصلاة الغداة فإذا أنا بأبي نواس يكلم امرأة عند باب المسجد ، وكنت أعرفه في مجالس الحديث والآداب ، فقلت له : مثلك يقف هذا الموقف لحق أو باطل؟ فاعتذر ثم كتب إليّ ذلك اليوم (٥) :
إنّ التي أبصرتها |
|
سحرا أكلّمها رسول (٦) |
أدّت إليّ رسالة |
|
كادت لها نفسي تسيل |
من (٧) فاتن العينين يتعب |
|
خصره ردف ثقيل |
متنكب (٨) قوس الصّبا |
|
يرمي وليس له رسيل |
فلو أنّ أذنك بيننا |
|
حتى تسمّع ما تقول |
لرأيت ما استقبحت من |
|
أمري لديك هو الجميل (٩) |
__________________
(١) الديوان : سمعي.
(٢) الديوان : «ليعيبوا» وفي تاريخ بغداد : «أن يعيبوا» وبالأصل فوق كلمة يعيروا علامة ، وعلى هامش الأصل كتب : يعيبوا.
(٣) في الديوان : أذخر.
(٤) الخبر والأبيات ـ باختلاف ـ في الأغاني ٢٠ / ٦٥ والقصة مع محمد بن حفص بن عمر التميمي ـ وهو أبو ابن عائشة.
(٥) الأبيات في ديوانه ص ٢٧٠ والأغاني ٢٠ / ٦٥ ـ ٦٦.
(٦) في الخبر الذي ورد في الأغاني أن المرأة التي كان يكلمها قد جاءته برسالة جنان جارية عمارة امرأة عبد الوهّاب بن عبد المجيد.
(٧) في الديوان : من ساحر العينين يجذب.
(٨) الديوان والأغاني : متقلد.
(٩) الديوان :
لرأيت ما استقبحته |
|
من أمرنا وهو الجميل. |
وبعده في الديوان :
وعلمت أني في نعيم |
|
لا يحول ولا يزول |
قال في الأغاني : ثم وجه بها (أي الأبيات) فألقيت في الرقاع بين يدي القاضي ، فلما رآها ضحك ، وقال : إن كانت رسولا فلا بأس.
وفي موضع آخر ، قال : إني لا أتعرض للشعراء.