ولو عرضت على الموتى حياتي |
|
بعيش مثل عيشي لم يريدوا |
أنبأنا أبو الفرج الطيوري ، أنا عبد الملك بن عبد السلام الأسواني ، وعبد الرّحمن بن مسلم الأبهري ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد السعدي ، أنا الحسن بن عمر الشروطي بالاسكندرية ، ويحيى بن علي الحضرمي ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن عمر التجيبي ـ بمصر ـ قالوا : أنا محمّد بن جعفر البغدادي ، حدّثني خليفة بن علي الشيباني ، حدّثني ابن النحوي عن أبيه قال : لما قدم أبو تمام من العراق قال له أبي : ما أفدت في سفرتك هذه يا أبا تمام؟ قال : أربع مائة ألف درهم وأربعة أبيات شعر هي أحب إليّ من المال ، قال : أنشدنيها ، قال : أنشدني أبو نواس الحسن بن هانئ لنفسه :
إني وما جمّعت من صفد |
|
وحويت من سبد ومن لبد (١) |
همم تضرّفت الخطوب بها |
|
فنزعن من بلد إلى بلد |
يا ويح من حسمت قناعته |
|
سيب المطامع عن غد فغد |
لو لم تكن لله متّهما |
|
لم تمس محتاجا إلى أحد |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن زريق ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا محمّد بن العباس ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، نا الأسدي (٣) جعفر بن أحمد بن محمّد ، نا العنزي ، قال : جاء أبو شراعة إلى الرياشي فقال له : إن أبا العباس الأعرج قد هجاك ، فقال :
إن الرياشي عباسا تعلم بي |
|
حول القصيد وهذا أعجب العجب. |
يهدي (٤) لي الشعر حينا من سفاهته |
|
كالتمر يهدى لذات الليف والكرب |
فقال له الرياشي : ألا رددتم عني؟ أما سمعتم قول أبي نواس (٥) :
__________________
(١) يقال : «ما له سبد ولا لبد» محركتان ، أي لا قليل ولا كثير (القاموس).
(٢) الخبر في تاريخ بغداد ١٢ / ١٣٩ في ترجمة العباس بن الفرج الرياشي.
(٣) تاريخ بغداد : حدثنا الأسدي يعني أحمد بن محمد.
(٤) عن تاريخ بغداد وبالأصل «تهدي».
(٥) البيتان في ديوانه ص ٣٩٠ وتاريخ بغداد ١٢ / ١٣٩.