كان أبو نواس بعد أن هجرته عنان وهجته ، يذكرها في شعره ويتشبب بها فقال في قصيدة يمدح بها يزيد بن مزيد :
عنان يا من تشبه العينا |
|
أنت على الحبّ تلومينا |
حبك (١) حب لا أرى مثله |
|
قد ترك الناس مجانينا (٢) |
فقال له يزيد بن مزيد : هذه جارية قد عرض فيها الخليفة وعلقت بقلبه فاله عنها لا تعرض نفسك له ، قال : صدقت أيها الأمير ، ونصحتني ، ثم قطع ذكرها.
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن العلاف في كتابه ، وأخبرني أبو المعمر المبارك بن أحمد عنه.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن أبي جعفر ، وأبو الحسن بن العلّاف ، قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمّد ، أنا أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن جعفر ، نا أبو صالح الفراء ، نا محمّد بن إسحاق النحوي ، حدّثني أبو بكر السلامي ، أخبرني بعض العلويين قال : كنت عند الحسن بن هانئ وهو ينشد فأقبل أعرابي وهو متوكئ على ابن له ، وأبو نواس ينشد :
ويلي على نجل العيون |
|
النهد القب البطون |
الناطقات عن الضمير |
|
لنا بالسنة الجفون |
فقال له الأعرابي : أعد علي فأعاد عليه ، فقام فقال : يا ابن أخي ، ويلك أنت وحدك من هذا ، بل ويلي أنا وأنت ، وويل ابني هذا ، وويل هذه الجماعة ، وويل جيراننا كلهم.
أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن السّمرقندي ، وهبة الله بن أحمد بن الأكفاني ، قالا : أنا أبو بكر الخطيب ، أخبرني أبو الحسن علي بن أيوب القمّي ، أنا أبو عبيد الله محمّد بن عمران بن موسى المرزباني ، أنا ابن دريد قال : قال أبو حاتم : لو لا أن العامة استبذلت هذين البيتين لكتبتهما بماء الذهب وهما لأبي نواس :
ولو أني استزدتك فوق ما بي |
|
من البلوى لأعوزك المزيد |
__________________
(١) الإماء الشواعر : حسنك حسن.
(٢) لم أعثر على البيتين في ديوانه المطبوع.