ولو لا حبكم للزمت بيتي |
|
وكان (١) به اتساع وائتلاف |
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله ـ إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده ـ أنا أبو علي محمّد بن الحسين ، أنا المعافى بن زكريا (٢) ، نا محمّد بن القاسم الأنباري ، أخبرني (٣) أبو علي العنزي ، حدّثني علي بن سعد الشيباني (٤) ، حدّثني هارون بن سفيان مولى بجيلة ، قال : كنت مع أبي نواس يوما في بعض طرق بغذاذ وهو ضجر ، قليل النشاط ، فجاء غلام حسن الوجه واثق (٥) فجعل يمازحه ويعبث به ، وأبو نواس لا يلتفت إليه ولا ينبسط لكلامه (٦) ، فانصرف الغلام وهو يقول : أصبحت والله يا أبا نواس باردا فقال لي أبو نواس : أمعك ألواح؟ قلت : نعم ، فقال : اكتب (٧) :
اذهب نجوت من الهجاء ولذعه |
|
وأنا ولثغة أحمد (٨) بن نجاحي |
لو لا فتور في كلامك يشتهى |
|
وترققي (٩) لك بعد واستملاحي |
وتكسر في مقلتيك هو الذي |
|
عطف الفؤاد (١٠) عليه بعد جماحي |
لعلمت أنك لا تمازح شاعرا |
|
في ساعة ليست بحين مزاح |
قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة عن أبي بكر الخطيب ، حدّثني عبيد الله بن أحمد بن عثمان الصيرفي ، بلفظه ، أنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن ، نا عبيد الله بن عبد الرّحمن بن محمّد السكري ، أن عبد الله بن أبي سعد ، حدّثني النعمان بن هارون بن محمّد بن هارون بن جابر الشيباني ، قال : كان أبو نواس يختلف إلى محمّد بن زبيدة ، وكان الكسائي يعلّمه النحو ، فقال ذات يوم أبو نواس للكسائي : أريد أن أقبّل محمّدا قبله ، فقال له الكسائي : إن عليّ في هذا وصمة ، وأكره أن يبلغ هذا أمير المؤمنين ، فقال له أبو نواس : إن تركتني أقبله وإلّا قلت فيك أبياتا أرفعها إلى أمير
__________________
(١) عجزه في الديوان : ففي بيتي لي الراح السلاف.
(٢) الخبر في الجليس الصالح الكافي ٢ / ٢٩١.
(٣) ما بين الرقمين في الجليس الصالح : أخبرني أبو علي بن سعيد الشيباني.
(٤) ما بين الرقمين في الجليس الصالح : أخبرني أبو علي بن سعيد الشيباني.
(٥) في الجليس الصالح : رائق.
(٦) قوله : «ولا ينبسط لكلامه» ليس في الجليس الصالح.
(٧) الأبيات في ديوانه ص ٣٨٧ والجليس الصالح ٣ / ٢٩٢.
(٨) الديوان : وأما ولثغة رحمة بن نجاح.
(٩) الديوان : وترفقي.
(١٠) الجليس الصالح : القلوب.