صالح ، عن حسن بن حسن ، عن النبي صلىاللهعليهوسلم مرسل.
أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ، ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو (١) جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلص ، أنا أحمد بن سليمان ، نا الزبير بن بكار ، قال (٢) : وكان الحسن بن الحسن وصيّ أبيه ، وولي صدقة علي بن أبي طالب في عصره ، وكان حجاج بن يوسف قال له يوما وهو يسايره في موكبه بالمدينة ـ وحجاج يومئذ أمير المدينة ـ أدخل عمك عمر بن علي معك في صدقة علي ، فإنه عمك وبقية أهلك ، قال : لا أغير شرط علي ، ولا أدخل فيها من لم يدخل ، قال : إذا أدخله معك ، فنكص عنه الحسن حين غفل الحجاج ، ثم كان وجهه إلى عبد الملك حتى قدم عليه ، فوقف ببابه يطلب الإذن ، فمرّ به يحيى بن الحكم ، فلما رآه يحيى عدل إليه فسلّم عليه وسأله عن مقدمه وخبره وتحفى به ثم قال : إني سأنفعك عند أمير المؤمنين ـ يعني عبد الملك ـ فدخل الحسن على عبد الملك ، فرحّب به وأحسن مساءلته ، وكان الحسن بن الحسن قد أسرع إليه الشيب ، فقال له عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب ويحيى بن الحكم في المجلس ، فقال له يحيى : وما يمنعه يا أمير المؤمنين شيّبه أماني أهل العراق كل عام يقدم عليه ركب يمنونه الخلافة ، فأقبل عليه الحسن بن الحسن فقال : بئس والله الرفد رفدت ، وليس كما قلت ، ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب ، وعبد الملك يسمع ، فأقبل عليه عبد الملك فقال : هلم ما قدمت له؟ فأخبره بقول الحجاج ، فقال : ليس ذلك له ، اكتبوا له كتابا لا يجاوزه ، فوصله ، وكتب له ، فلما خرج من عنده لقيه يحيى بن الحكم فعاتبه الحسن على سوء محضره ، وقال : ما هذا الذي وعدتني ، فقال له يحيى : إيها عنك ، والله لا يزال يهابك ، ولو لا هيبته إياك ما قضى لك حاجة ، وما ألوتك رفدا.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا أبو بكر أحمد بن علي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص الحمّامي المقرئ ، أنا أبو بكر أحمد بن سلمان بن الحسن الفقيه ، نا عبد الله بن محمد بن عبيد ، حدّثني محمد بن الحسن (٣) ، حدّثني
__________________
(١) سقطت من الأصل وكتبت فوق السطر بخط مغاير.
(٢) الخبر في نسب قريش للمصعب الزبيري ص ٤٦ ـ ٤٧ وبغية الطلب ٥ / ٢٣١٩ وسير الأعلام ٤ / ٤٨٥ وفيها مختصرا.
(٣) في ابن العديم ٥ / ٢٣٢٠ الحسين.