علم المذهب (١) على الشيخ أحمد الأشنهي ، وقرأ علم أصول الدين على الشيخ أبي عبد الله المغربي القيرواني ، وقرأ أصول الفقه على الشيخ أبي الفتح بن برهان ، وقرأ علم الخلاف (٢) على الشيخ الإمام أسعد الميهني (٣) ، وقرأ النحو على الشيخ أبي الحسن علي بن أبي زيد الأسترابادي الفصيحي ، وقرأ الفصيحي على عبد القاهر الجرجاني ، وفتح له الجامع ودرّس فيه ثم سافر إلى بلاد خراسان وكرمان وغزنة ، ثم دخل إلى الشام ، وقدم دمشق ثم خرج منها ثم عاد إليها ، واستوطنها إلى أن مات بها ، وذكر لي أسماء مصنفاته : الحاوي في علم النحو مجلدتان ، العمد في علم النحو مجلدة ، المنتخب في علم النحو وهو كتاب نفيس مجلدة ، المقتصد في علم التصريف مجلدة ضخمة ، أسلوب الحق في تعليل القراءات العشر ، وشيء من الشواذ مجلدتان ، التذكرة السّفرية انتهت إلى أربعمائة كراسة ، العروض مختصر محرر ، مصنف في الفقه على مذهب الشافعي سماه الحاكم مجلدتان ، مختصر في أصول الفقه ، مختصر في أصول الدين ، ديوان مجموع من شعره (٤).
من جملة ما أنشدني لنفسه يمدح سيدنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٥) :
لله أخلاق مطبوع على كرم |
|
ومن به شرف العلياء والكرم |
أغرّ أبلج يسمو عن مساجلة |
|
إذا تذوكرت الأخلاق والشيم |
سمت علاك رسول الله فارتفعت |
|
عن أن يشير إلى إثباتها قلم |
لا من رأى الملأ الأعلى فراعهم |
|
وعاد وهو على الكونين يحتكم |
يا من له دنت الدنيا وزخرفت |
|
الأخرى ومن بعلاه تفخر النسم |
يا من [به](٦) عاد وجه الحق متّضحا |
|
من بعد أن ظوهرت بالباطل الظلم |
ومن تواضع جبريل الأمين له |
|
ودون حق نهاه هذه القسم |
__________________
(١) في معجم الأدباء نقلا عن ابن عساكر : وقرأ الفقه على أحمد.
(٢) قال صاحب كشف الظنون : علم الخلاف : هو علم يعرف به كيفية إيراد الحجج الشرعية ، ودفع الشبه ، وقوادح الأدلة الخلافية بإيراد البراهين القطعية ، وهو الجدل الذي هو قسم من المنطق ، إلّا أنه خص بالمقاصد الدينية.
(٣) هذه النسبة إلى ميهنة ناحية بين أبيورد وسرخس.
(٤) زيد في معجم الأدباء ٨ / ١٢٣ كتاب المقامات ، حذا حذو الحريري.
(٥) الأبيات نقلها ابن العديم في بغية الطلب ٥ / ٢٣٩٢.
(٦) الزيادة للوزن والمعنى ، عن ابن العديم.