مستشعر الهمّ (١) له جنّة |
|
تقيه من عادية الدهر |
ما ذا ينال الدهر من ماجد |
|
له عليه عدّة الصبر |
هل هو إلّا فقد خلّانه |
|
وفقد ما يملك من وفر |
ما سرّحوا حظه في الغنى |
|
من حظه في الحمد والأجر |
وذكر له أيضا (٢) :
قد يصبر الحرّ على السّيف |
|
ويأنف (٣) الصّبر على الحيف |
ويؤثر الموت على حالة |
|
يعجز فيها عن قرى الضّيف |
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٤) ، أخبرني الأزهري ، نا محمد بن حميد اللّخمي ، نا الصّولي ، نا محمد بن يزيد المبرّد ، قال : سمعت الحسن بن رجاء يقول : حضرت بكر بن النّطاح ومعه جماعة من الشعراء وهم يتناشدون فلما فرغوا من طوالهم أنشدهم :
ما ضرّها لو كتبت بالرضا |
|
فجفّ جفن العين أو غمّضا |
شفاعة مردودة عندها |
|
في عاشق تندم لو قد قضا |
يا نفس صبرا واعلمي إنما |
|
نأمل منها مثل ما قد مضا |
لو تمرض الأجفان من قاتل |
|
بلحظة (٥) إلّا لأن أمرضا |
قال : فابتدروه يقبلون رأسه.
قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، ذكر أبو عبد الله محمد بن عبدوس ، قال : حكى العباس بن الفرات ، عن محمد بن علي بن يونس ، عن علي بن يونس ، قال : كنت أكتب لرجاء بن أبي الضحاك وان علي بن إسحاق لما قتل رجاء أمر بحبسي ، قال : فحبست في يدي سجّان كان جارا لي ، فكان يجيئني بالخبر ساعة ، وساعة فدخل إليّ وقال : قد أخرج رأس صاحبك على قناة ، ثم جاءني فقال : قد قتل متطببه ، ثم قال : قد قتل ابن
__________________
(١) الوافي : الصبر.
(٢) البيتان في الوافي ١٢ / ١١.
(٣) الوافي : ولا يرى صبرا.
(٤) الخبر والشعر في تاريخ بغداد ٧ / ٩١ في ترجمة بكر بن النطاح.
(٥) تاريخ بغداد : بلحظه.