وأبدلت من الضاد ، في قول العجّاج :
تقضّي البازي ، إذا البازي كسر (١)
إنما هو «تفعّل» من الانقضاض. وأصله «تقضّض» ، فأبدلت الضاد الأخيرة ياء. وقالوا أيضا «تقضّيت» من الفضّة ، وهو مثل «تقضّيت».
وأبدلت من الميم في «يأتمي» على غير اللزوم في الشعر ، قال :
تزور امرءا ، أمّا الإله فيتّقي |
|
وأمّا بفعل الصّالحين فيأتمي (٢) |
أصله «يأتمّ» ، فأبدل من الميم الثانية ياء ، هروبا من التضعيف.
وأبدلت أيضا في «تكمّوا» ، لأنه «تفعّلوا» من «كممت الشيء» إذا سترته. فأصله «تكمّموا» ، فأبدلوا من الميم الأخيرة ياء فقالوا «تكمّيوا» ، فاستثقلت الضمّة في الياء ، فحذفت ، فبقيت الياء ساكنة ، فحذفت لالتقائها مع واو الضمير الساكنة ، فصار «تكمّوا». قال الراجز :
بل لو شهدت النّاس ، إذ تكمّوا |
|
بقدر ، حمّ لهم ، وحمّوا (٣) |
وأبدلت أيضا من الميم الأولى في «أمّا» ، فقالوا «أيما» هروبا من التضعيف. وقد روي بيت ابن أبي ربيعة :
رأت رجلا ، أيما إذا الشّمس عارضت |
|
فيضحى ، وأيما بالعشيّ فيخصر (٤) |
وأبدلت أيضا من الميم الأولى في «ديماس» ، هروبا من التضعيف.
وأصله «دمّاس» ، بدليل قولهم في الجمع «دماميس».
وأبدلت من الدّال ، في قوله تعالى : (إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً) [الأنفال : ٣٥] ،
__________________
(١) الرجز ، للعجاج في ديوانه ١ / ٤٢ ، وأدب الكاتب ص ٤٨٧ وشرح المفصل ١٠ / ٢٥ ، وبلا نسبة في الخصائص لابن جني ٢ / ٩٠ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٧٩ ، والمقرب ٢ / ١٧١.
(٢) البيت من البحر الطويل ، وهو بلا نسبة في سر صناعة الإعراب ٢ / ٧٦٠ ، وشرح الأشموني ٣ / ٨٧٩ ، وشرح المفصل ١٠ / ٢٤ ، ولسان العرب ، مادة (أمم).
(٣) الرجز ، العجاج في ديوانه ص ٦٣ ، وبلا نسبة في الأمالي في لغة العرب ١ / ٢١.
(٤) البيت من البحر الطويل ، وهو لعمر بن أبي ربيعة في ديوانه ص ٩٤ ، والأزهية ص ١٤٨ ، والأغاني للأصبهاني ١ / ٨١ ، وخزانة الأدب للبغدادي ٥ / ٣١٥ ، والدرر ٥ / ١٠٨ ، والمحتسب ١ / ٢٨٤ ، ومغني اللبيب لابن هشام ١ / ٥٥.