عن مبرقات بالبرين وتب |
|
دو في الأكفّ اللّامعات سور (١) |
وقول الآخر :
أغرّ الثّنايا ، أحمّ اللّثا |
|
ت ، تمنحه سوك الإسحل (٢) |
وليس الأمر كذلك في «فعل» الذي عينه ياء. بل يجوز فيه التحريك والتسكين ، نحو «عيان (٣) وعين» وقالوا «بيوض (٤) وبيض». فإذا سكّنت الياء كان حكمه حكم «فعل» بسكون العين ، ممّا عينه ياء ، وسيبيّن حكمه.
فإن قيل : ولأيّ شيء لم يفرّوا من الواو المضمومة في مثل «سوك» إلى الهمزة ، كما قالوا «أدؤر» و «أنؤر» في جمع «دار» و «نار»؟.
فالجواب : أنه لا يبدل من الواو المضمومة همزة ، إلّا حيث لا يمكن تخفيفها بالإسكان نحو «أدور» ، لأنك لو سكّنت الواو لالتقى ساكنان. وليس كذلك «سور» و «عون». وقد يجوز أن تبدل الواو همزة ، وإن أمكن التسكين ، فقد حكي «جواد وجؤد وجود» بالهمزة وبإسكان الواو.
فإن كان على «فعل» وعينه ياء فلا يخلو من أن يكون مفردا أو جمعا.
فإن كان جمعا قلبت الضمّة كسرة ، لتصحّ الياء نحو : «أبيض وبيض» أصله «بيض» كـ : «حمر» فقلبت الضّمّة كسرة. وذلك أنّ الياء لمّا كانت تلي الطّرف عوملت معاملة الطرف. فكما أنّ الياء إذا كانت طرفا وقبلها ضمّة تقلب الضّمّة كسرة نحو «أظب» في جمع ظبي ، أصله «أظبي» نحو «أفلس». فكذلك إذا كانت تلي الطرف ، لا خلاف بين النحويين في ذلك.
__________________
(١) البيت من البحر الكامل ، وهو لعدي بن زيد في ديوانه ص ١٢٧ ، وشرح أبيات سيبويه للسيرافي ٢ / ٤٢٥ ، وشرح شواهد الشافية ص ١٢١ ، وشرح المفصل لابن يعيش ٥ / ٤٤ ، والكتاب لسيبويه ٤ / ٣٥٩ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (سوك) ، وللعجاج في المقتضب للمبرد ١ / ١١٣ ، وليس في ديوانه ، وبلا نسبة في شرح شافية ابن الحاجب للأستراباذي ٢ / ١٢٧.
(٢) البيت من البحر المتقارب ، وهو لعبد الرحمن بن حسان في ديوانه ص ٤٨ ، ولسان العرب لابن منظور ، مادة (سوك) ، وبلا نسبة في شرح الأشموني ٣ / ٦٧٩ ، وشرح المفصل لابن يعيش ١٠ / ٨٤ ، والمقتضب للمبرد ١ / ١١٣.
(٣) العيان ـ بالتخفيف ـ حديدة تكون في متاع الفدان. انظر لسان العرب لابن منظور ، مادة (عين).
(٤) الدجاجة البيوض : هي التي تكثر البيض. انظر الصحاح للجوهري ، مادة (بيض).