٣٢٤ ـ لها متنتان خظاتا [كما |
|
أكبّ على ساعديه النّمر] |
إذا قيل : إن خظاتا فعل وفاعل ، أو الألف من «تعاطى» لام الفعل ، ووحّد الضمير لأن الرفيقين ليس باثنين معينين ، بل هما كثير كقوله تعالى (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) ثم حمل على اللفظ ، إذ قال «هما أخوان» كما قيل (فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُما) وجملة «هما أخوان» خبر كل ، وقوله «قوما» إمّا بدل من القنا لأن قومهما من سببهما إذ معناها تقاومهما ، فحذفت الزوائد ، فهو بدل اشتمال ، أو مفعول لأجله ، أى تعاطيا القنا لمقاومة كل منهما الآخر ، أو مفعول مطلق من باب (صُنْعَ اللهِ) لأن تعاطى القنا يدل على تقاومهما.
ومعنى البيت أن كل الرفقاء فى السفر إذا استقروا رفيقين رفيقين فهما كالأخوين لاجتماعهما فى السفر والصحبة ، وإن تعاطى كل واحد منهما مغالبة الآخر.
ومجموعا مذكرا فى قوله تعالى : (كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ) وقول لبيد :
وكلّ أناس سوف تدخل بينهمّ |
|
دويهية تصفرّ منها الأنامل [٦٢] |
ومؤنثا فى قول الآخر :
٣٢٥ ـ وكلّ مصيبات الزّمان وجدتها |
|
سوى فرقة الأحباب هيّنة الخطب |
ويروى :
*وكل مصيبات تصيب فإنها*
وعلى هذا فالبيت مما نحن فيه.
وهذا الذى ذكرناه ـ من وجوب مراعاة المعنى مع النكرة ـ نصّ عليه ابن مالك ، وردّه أبو حيان بقول عنترة :