فإن قلت : فما ناصب اليوم على القول الأول؟ وكيف يعمل العامل الواحد فى ظرفى زمان.؟
قلنا : لم يتضادا كما فى الوجه السابق ، وعمل العامل فى ظرفى زمان يجوز إذا كان أحدهما أعمّ من الآخر نحو «آتيك يوم الجمعة سحر» ؛ وليس بدلا ؛ لجواز «سير عليه يوم الجمعة سحر» برفع الأول ونصب الثانى ، ونص عليه سيبويه ، وأنشد للفرزدق :
١٣٦ ـ متى تردن يوما سفار تجد بها |
|
أديهم يرمى المستجيز المعوّرا |
فيوما يمتنع أن يكون بدلا من متى ؛ لعدم اقترانه بحرف الشرط ، ولهذا يمتنع فى اليوم فى المثال أن يكون بدلا من إذا ، ويمتنع أن يكون ظرفا لتجد ؛ لئلا ينفصل ترد من معموله وهو سفار بالأجنبى ؛ فتعين أنه ظرف ثان لترد.
والرابع : أن الجواب ورد مقرونا بإذا الفجائية نحو (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) وبالحرف الناسخ نحو «إذا جئتنى اليوم فإنّى أكرمك» وكل منهما لا يعمل ما بعده فيما قبله ، وورد أيضا والصالح فيه للعمل صفة كقوله تعالى (فَإِذا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ) ولا تعمل الصفة فيما قبل الموصوف ، وتخريج بعضهم هذه الآية على أن إذا مبتدأ وما بعد الفاء خبر لا يصح إلا على قول أبى الحسن ومن تابعه فى جواز تصرف إذا وجواز زيادة الفاء فى خبر المبتدأ ؛ لأن عسر اليوم ليس مسببا عن النّقر ، والجيد أن تخرج على حذف الجواب مدلولا عليه بعسير ، أى عسر الأمر ، وأما قول أبى البقاء إنه يكون مدلولا عليه بذلك فإنه إشارة إلى النقر فمردود ؛ لأدائه إلى اتحاد السبب والمسبب ، وذلك ممتنع ، وأما نحو «فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله