منه فمناها بالمحال قاصدا الأزدبان بطائفة خفاجة ، فسألها الشيخ عن الكتاب فقالت ألقيته ، فقال ما رأيت؟ قالت ما رأيت شيئا. وكان في علم الشيخ أنها إذا ألقته يضطرب الشط ، ويخرج منه دخان عظيم ، يعلو إلى أفق السماء ، فلزم عليها أن تصدقه ، فقالت دفعته لمحمد المهدي ، فأرسل خلفه فوجده مزدبنا خفاجة فطلبه منه فأنكر محمد ، واحتج بأن الشيخ قد خرف من المرض ، وأنه سني المذهب وأني إمامي المذهب ... فمنعوا الرسول عنه ... ولما جن الليل مضى عنهم هاربا ... فشغف بمطالعته ... وذهب إلى الحويزة ، وهناك أظهر خوارق عديدة ذكرها وكانت الحويزة آنئذ تابعة للعبادي ومضى إلى ذكر وقائع سنة ٨٤٤ ه (١).
قال الغياثي : «وفي ذلك الأوان كان يجري أحيانا على لسان السيد محمد قوله (سأظهر ، أنا المهدي الموعود) وهذه الكلمات نقلت إلى الشيخ فأنكرها على السيد وزجره أن يفوه بها وذلك لأنها مما يخالف مذهب الشيعة الاثني عشرية.
إن هذا السيد كان جامع المعقول والمنقول ، وصوفيا صاحب رياضة ومكاشفة وتصرف وكان يخبر عن ظهوره لما يتجلى له من المكاشفة ... ومن الرياضات التي يقوم بها أنه اعتكف مرة في جامع الكوفة لمدة سنة كاملة وصار يقتات بشيء قليل من دقيق الشعير ، وقد ظهر منه تخليط في ابتداء ظهوره في سنة ٨٤٠ ه (٢) حتى أمر أستاذه بقتله.
قال في كتاب إيجاز المقال ، في علم الرجال : له كتاب رأيته يميل به إلى الحلولية معدن تخليط وزخارف ، غلب على عقول بعض الناس
__________________
(١) تحفة الأزهار ج ٣ ص ١١٤.
(٢) وهذا يكذب حادث القران المذكور فإن ظهوره كان سنة ٨٤٠ ه.