في التاريخ المذكور ، وقد نقل الغياثي أن ولده المولى علي حكم في زمانه وقتل بسهم في حصاره لقلعة بهبهان سنة ٨٦١ ه وبقي السيد محمد أبوه بعده يتولى الأمور. ومات يوم الأربعاء ٧ شعبان سنة ٨٦٦ ه (١) وتولى بعده ولده المحسن. ووطنه الأصلي واسط وقد أقام في الحلة مدة وقد أوضح ذلك في بعض الأبيات من قصيدة له :
إقامتنا بأرض العراق بواسط |
|
مدينة أهل العلم والبر |
كان يصاحب الأمراء هناك ويراهم يتمرنون على ضرب النشاب فيدعونه ليزاول معهم الرمي فكان يجيبهم أنه سيقوم بالرمي ، وسيتراكض الناس خوفا وهلعا ... وهكذا توطن مع أهليه وعشيرته وأقام مدة وكان يقول لهم سأفتح العالم ، وأنا المهدي الموعود ، وسأقسم البلاد والقرى بين أصحابي وأتباعي فوصلت كلماته هذه إلى الشيخ أحمد بن فهد الحلي أيضا فأفتى بقتله وكتب إلى الأمير منصور بن قبان بن إدريس العبادي يحثه على قتله واستحلال دمه ... فلما وصل الكتاب ألقى القبض على السيد المذكور وعزم على قتله فدافع عن نفسه قائلا : «أنا سني ، صوفي ، وهؤلاء الشيعة أعدائي ، يتطلبون قتلي. وأخرج المصحف المجيد وحلف لتوثيق الأمير وتكلم بكلام آخر وعلى هذا اطلق الأمير منصور سبيله وفك قيوده فنجا وانسحب لموضع يقطنه (المعادي) وهم الجماعة الأولى التي التفت حوله وانضمت إليه ويقال لها (عشيرة بني سلامة) فكانت خير فأل له ، فاتحة خير وسلامة ، ثم جاءته طوائف أخرى من العرب من الرزنان ، والسودان (٢) وبني طيىء ممن يقطن ساحل
__________________
(١) في ابن فهد أنه توفي سنة ٨٧٠ ه كما جاء في الضوء اللامع وفي تحفة الأزهار أنه توفي في شعبان سنة ٨٥٤ ه ج ٣ ص ١١٤.
(٢) قبيلة عدنانية تشترك في النخوه مع بني أسد ب (عامر) وتقيم الآن في أنحاء العمارة وليست من القبائل الكبيرة.