البثق وحوالي الغاضري من الأنهار المتفرعة عن دجلة فنزلوا هناك وتجمعوا عليه ، وعند ذلك ادعى المهدية. وظهرت على يديه بعض الخوارق ثم رحل من هذا المكان إلى محل يقال له شوقه وهو من قرى جصان فلما سمع حاكم ذلك المكان خرج عليهم وقتل فيهم كثيرا وأخذ أسرى ...
وهذه الواقعة جرت أوائل سنة ٨٤٤ ه. وبعدها عادوا إلى مواطنهم الأصلية وهي البثق والنازور والغاضري. وبعد مدة ارتحلوا إلى الدوب وهو محل نزول طائفة المعادي بين دجلة والحويزة فاستقروا هناك. أما ابنه السيد علي المعروف (بالمولى علي) فإنه بناء على طلب أصحابه الذين كانوا معه في البثق والنازور والغاضري قد عزم على الرحيل وذهب لخدمة والده مع الطوائف التي كانت معه وفي طريقه قضى على بعض القبائل المعادية فجاء إلى أبيه بمال كثير ورجال عديدين. وفي هذه الأثناء أمر طائفة المعادي المشهورة باسم (نيس) أن تبيع ما لديها من بقر وجاموس وتشتري أسلحة حرب وهؤلاء قد باعوا كل بقرة بسيف وعشرة دراهم ، فلما تمت أسلحتهم ساروا إلى ناحية أبي الشول وهي قرية من قرى الحويزة فوصلوا إلى هناك يوم الجمعة ٧ رمضان لسنة ٨٤٤ ه وفي ذلك اليوم قتل خلق كثير من أهل الحويزة والجزائر وذلك أن حاكم الجزائر الأمير فضل بن عليان التبعي الطائي كان قد حدثت بينه وبين إخوته نفرة فجاء هذا من الجزائر إلى الحويزة ونزل قرية أبي الشول وكان من رجاله من هم من أهل الجزائر ومال إليه جمع كثير وصار في معاونة أهل الحويزة. فالسيد محمد لم ير مصلحة في بقائه هناك فعاد إلى الدوب ...
وبعد مدة وجد أن قد ظهر في قومه ضيق وقحط فساق جيوشه نحو واسط وما والاها وهناك تحارب وقتل نحو أربعين من المغول وفر وهناك مال السيد محمد إلى العشائر الرحل فأغار عليهم واستولى على