غلاتهم وأموالهم لدفع ما أصاب عشائره من جوع واضطراب ، وهذه الحادثة وقعت في ١٣ شوال من السنة المذكورة.
وبعد هذه الواقعة بمدة يسيرة سار السيد محمد بجيشه نحو الجزائر وذلك أنه كانت لا تزال المخالفة بين رؤساء الجزائر قائمة ، وأن بعض رؤسائهم وهو المسمى بشحل قد جاء إلى السيد بأصحابه ودخل في خدمته. وهذا نصبه حاكما في الجزائر ...
وفي هذه الأيام صار يهاجم السيد محمد المذكور كل يوم القبائل المعادية له ويقتل فيهم حتى لم يبق في الجزائر غير من كان قد أخلص له أو توافق معه ... وقضى على من خالفه ...
وعلى حين غرة سير نحو ثلاثة آلاف محارب إلى واسط وأن حاكمها قد كسر لأول مرة ثم عاد الكرة فانتصر وقتل ثمانمائة من المشعشعين وهلك منهم أثناء الهزيمة الكثيرون وهذه ولدت في المشعشع فتورا وانهكت قواه بسبب امّحاء غالبهم ... ومن ثم رحل من الجزائر إلى الحويزة وخرب القرى هناك وقتل كل من صادفه ...
وهذه الواقعة جرت في أول رمضان سنة ٨٤٥ ه وكان الحاكم هناك الشيخ جلال الدين ابن الشيخ محمد الجزري وهو منصوب من السلطان عبد الله بن ميرزا إبراهيم بن شاه رخ. فكتب حالا بما وقع وبسط تفصيل الوقعة للسلطان عبد الله وحينئذ سير السلطان أحد أمرائه مير خدا قلي برلاس فجاء إلى الحويزة وكذا وصل في أثره الشيخ أبو الخير فجمع العساكر الكثيرة من شوشتر ودزفول والدورق وهؤلاء أقاموا في الحويزة لمدة شهر واحد وأن السيد محمد أقام في أبي الشول.
وفي هذه الأثناء قتل الشيخ أبو الخير بعض رؤساء تلك الأنحاء بلا جريرة أو جرم فنفرته قلوب الأهلين هناك فتفرقوا منه ... أما السيد محمد فإنه لما علم بالخبر أمر بالتأهب وعاجل في الاستيلاء فأمر النساء