أن يلبسن عمائم في رؤوسهن ، وجعل البقر وراء رجاله فرتبهم على مراتب فسلوا السيوف وتقدموا متوجهين نحو أصحاب الشيخ أبي الخير. وهذا رأى الكثرة فهالته واضطرب منها هو ومن معه فلم يستطيعوا البقاء ففروا من وجه المشعشع وجيشه ... وبعد ذلك اتفق مير خدا قلي وأصحابه والجم الغفير من أهل الحويزة فخرجوا من البلد وهربوا ... وعند ذلك اطلع السيد محمد على الأمر فعقب أثرهم إلى أن ورد ولاية (مشكوك) فقتل كل من ظفر به منهم وعاد إلى الحويزة وزاول حصارها وصار يحاول أخذها ...
وفي هذا الحين جاء الخبر بمحاصرة الحويزة إلى الأمير اسبند (أسپان) ابن قرا يوسف حاكم بغداد فجمع جيوشه وتوجه نحو الحويزة فوصل واسطا وحينئذ وافى إليه أمير طائفة مزرعة ، وأمير بني مغيزل وطلبوا منه أن يمدّهم ، وأن ينقذ بلد الحويزة من يد المشعشع ...
ذلك ما دعا الأمير أسپان أن يسير مع هؤلاء إلا أنه أمر أن يذهبوا أمامه إلى (الجوير) وقال لهم إني سأصل في أثركم. وفي هذه الأوقات ألف الشيخ أبو الخير مقدارا من الجيش الذي تمكن من جمعه ليتقدم إلى الحويزة فلما سمع بخبر الأمير أسپان عاد إلى شوشتر وجاء جيش الأمير أسپان حوالي الحويزة وهؤلاء تقاتلوا مع مقدمة جيش السيد محمد فكسر عسكر السيد محمد فلما سمع السيد محمد رحل عن أراضي الحويزة وانسحب إلى موقع يقال له (طويلة) ووصل الأمير أسپان إلى الحويزة ودخل جيشه المدينة فنزلها وحصل على أموال كثيرة. ولم يطل أمد بقائه حتى سار على عجل إلى ناحية طويلة وقتل جموعا كثيرة من المشعشع ...
أما السيد محمد فإنه بعث بقاصد إلى الأمير أسپان وقدم إليه هدايا وتحفا كان قد استولى عليها من الشيخ أبي الخير واعتذر له وكتب كثيرا