وبإلحاح لإقناعه وقبول هداياه ... فرضي عنه الأمير أسپان وحمل السفن أرزا وسيرها نحو ناحية السيد محمد فرحل أكثر الأهلين في الحويزة من طريق (شلوه) إلى جهة البصرة ...
ولما رجع الأمير أسپان عاد السيد محمد إلى الحويزة وأغار على من تخلف من جماعة الأمير أسپان في الحويزة ولم يكتف بهذا وإنما استولى المشعشعون على سفن الأمير أسپان التي سيرها من أنحاء البصرة إلى واسط وفيها من الرخوت وأنواع المأكولات وقتلوا من فيها وحينئذ سمع الأمير أسپان بالخبر فجاء من البصرة إلى بغداد وفي هذا الأوان جهز السيد محمد جيشا على واسط حاصر قلعة (بندوان) لمدة ثلاثة أيام وهذه من محدثات الأمير أسپان فلم يفد الحصار إلا أنه بعد هذا انضمت إلى السيد محمد المذكور قبائل كثيرة من تلك الأنحاء من قبيلة عبادة (١) وبني ليث ، وبني حطيط (٢) ، وبني سعد ، وبني أسد فاتصلوا به فزادت قوته وكثر أعوانه لحد أنه سير جيشه على البصرة فلم ينجح واستولى على الرماحية فتصرف بها وهناك بنى قلعة (٣) ...
وهكذا استمرت وقائعه إلى ما بعد عودة الأمير أسپان إلى بغداد مما سيأتي في حينه ...
__________________
(١) هذه القبيلة قديمة لا تزال تسكن المنتفق وقبيلتهم تعتبر اليوم من قبائل الأجود وقد أصابتها صروف شتتت شملها وبعثرت قوتها وتفرقت في أنحاء مختلفة. وصار يضرب بها المثل فيقال (يوم رخصت عبادة وباعت شنان) ومعناها يوم ذلت عبادة وباعت مملوكها شنانا ومنها من يقيم في مقاطعة الناصرية (بجوار ناحية المحاويل التابعة للواء الحلة) وفي كربلا جماعة منهم يقال لهم النصاروة (أهل الناصرية) والكل نخوتهم (عبادة). وفي أنحاء البصرة وشرقيها من أنحاء إيران لا تزال قبيلتهم تعرف بهذا الاسم ...
(٢) في أطراف المحمرة يدعون البو حطيط.
(٣) المخطوطة المسماة بالأنوار نسخة خطية موجودة عندي تتكلم عن رجال الشيعة وتفصل القول عن المشعشع وفيها نقول فارسية.