بطوطة إلى واسط قال : «سنح لي زيارة قبر الولي أبي العباس أحمد الرفاعي وهو بقرية تعرف بأم عبيدة على مسيرة يوم من واسط ... وخرجت ظهرا ... ووصلنا في ظهر اليوم الثاني إلى الرواق وهو رباط عظيم فيه آلاف من الفقراء ، وصادفنا به قدوم الشيخ أحمد كوچك حفيد ولي الله أبي العباس الرفاعي الذي قصدنا زيارته وقد قدم من موضع سكناه من بلاد الروم برسم الزيارة وإليه انتهت الشياخة بالرواق ، ولما انقضت صلاة العصر ضربت الطبول والدفوف وأخذ الفقراء في الرقص ثم صلوا المغرب ، وقدموا السماط وهو خبز الأرز والسمك واللبن والتمر فأكل الناس ثم صلوا العشاء الآخرة وأخذوا في (الذكر) والشيخ أحمد قاعد على سجادة جده المذكور. ثم أخذوا في السماع وقد أعدوا أحمالا من الحطب ، فأججوها نارا ، ودخلوا في وسطها يرقصون ، ومنهم من يتمرغ فيها ، ومنهم من يأكلها بفمه حتى أطفأوها جميعا.
وهذا دأبهم ، وهذه الطائفة الأحمدية مخصوصة بهذا ، وفيهم من يأخذ الحية العظيمة فيعض بأسنانه على رأسها حتى يقطعه ...» ا ه ومن هناك سار إلى البصرة ، وذكر قصة الفقراء المعروفين بالحيدرية في بلاد الهند ، وأنهم لا يختلفون عن هؤلاء في دخولهم النار (١) ...
وهذه الأعمال لم تكن معروفة أيام الشيخ أحمد الرفاعي ، وإنما دخلتهم في أيام المغول جاءتهم بعد دخول هلاكو بغداد ، كما شاعت في العلى اللهية ومر ذكرها في المجلد الثاني وعلى ما سيوضح في المشعشعين عند الكلام على عقائدهم ...
وأنقل النص التالي للدلالة على أن هذه الطائفة كانت في بادىء أمرها حينما تقوم بأعمال (الذكر) لم تكن تعلم ما يفعله أصحاب هذه
__________________
(١) تحفة النظار ج ١ ص ١٠٩.