الطريقة مؤخرا من الأفعال المارة ... قال الذهبي في تاريخه المسمى بالعبر ما لفظه :
«في هذه السنة ـ ٥٧٨ ه ـ توفي أحمد الرفاعي الزاهد القدوة أبو العباس بن علي بن أحمد ، كان أبوه قد نزل البطائح بالعراق بقرية أم عبيدة فتزوج بأخت الشيخ منصور الزاهد ، فولد له الشيخ أحمد في سنة ٥٠٠ ه وتفقه قليلا على مذهب الشافعي ، وكان إليه المنتهى في التواضع والقناعة ، ولين الكلمة ، والذل والانكسار ، والإزراء على نفسه ، وسلامة الباطن ، ولكن أصحابه فيهم الجيد والرديء ، وقد كثر الدغل فيهم ، وتجددت لهم أحوال شيطانية منذ أخذ التتار العراق من دخول النيران ، وركوب السباع ، واللعب بالحيات ، وهذا لا عرفه الشيخ ولا صلحاء أصحابه ، فنعوذ بالله من الشيطان» ا ه (١).
وكل طريقة لا تخلو من النوعين الصلحاء وغيرهم. ومن ثم عرف أن هذه دخلتهم أيام المغول.
وأصحاب هذه الطريقة تخلصوا من التورط في المآزق الحرجة ، والعقائد الزائغة مثل الآراء الفلسفية المستندة إلى الأفلاطونية الحديثة وغيرها من القول ب (وحدة الوجود) ، و (الحلول) و (الاتحاد) وأمثال ذلك مما شاع بين أهل الأبطان ... من حروفية وغيرهم ... وكادوا يدخلون صفوفهم ... ولو لا الشعوذات المذكورة أعلاه لكانت طريقة زهد ... وقد أكد لي العالم الجليل الشيخ إبراهيم الراوي أن الطريقة الرفاعية لم يدخلها شيء من العقائد المارة ... من وحدة وغيرها ...
وفي هذه الطريقة مؤلفات عديدة وبينها الغث والسمين ، والأعمال المذكورة قد شاركهم فيها آخرون بل لم تكن من أصل الطريقة ... وعلى
__________________
(١) تاريخ العبر المخطوط في مكتبة بايزيد باستانبول.