منصوبا تحت القلعة ، فأخذوا الجسر ، وساروا عليه إلى أن وصلوا إلى كرسي الجسر ، وبقي بينهم وبين البلد سفينتان ، وكان الشندواني الملاح وأصحابه واقفين في رأس الجسر ، فصدوهم بالنشاب حتى لحق العسكر من بغداد يقدمهم رستم طرخان فأرسلوا حيدرا الجسار إلى رأس الجسر من الجنب الغربي فخرق السفينة وأغرقها فبقي عسكر جهان شاه على الجسر واقفين من غربهم الماء ومن شرقهم السيف ، فهلكوا جميعا منهم من قتل ، ومنهم من غرق ومنهم من قبض عليه ...
وإن الذين قبض عليهم كانوا فرمان بك وعلي زلال وكوريكه ، وساروا بهم على والد أمير بايزيد جاكيرلو. فلما أحضروهم عند شيخي بك أمر بقتلهم فقالوا له لا تقتلنا ونكون نحن السبب في ارتحال جهان شاه عن بغداد وإلقاء الصلح بينكم فلم يقبل وقتلهم جميعا.
فلما مضى على ذلك مدة ستة أشهر غاب جماعة من العسكر وهم رستم طرخان وأمير انشاه وأمير شيء الله ودوه بك وكان السبب في ذلك امرأة تسمى سلجوق خاتون حماة رستم طرخان كاتبت جهان شاه وأعلمته أن فلانا وفلانا قد ارتدوا وضربوا موعدا للحرب ، سيروا إلى رستم طرخان جماعة وأمير انشاه وأمير شيء الله فكسروا باب اقچه قبو فدخل العسكر وأخذوا بغداد وذلك نهار الخميس ١٤ ربيع الأول سنة ٨٥٠ ه.
أما شيخي بك والأمراء فقد جاء الأمير كچل عبد الله ليلة الأحد إلى شيخي بك وعدد له الجماعة الذين خانوا وعلم بصورة الحال فإنه كان قد أخبره بعضهم وقال إن لم يقتلوا في هذه الليلة فرط الأمر ولم يستدرك. وكانوا يشربون. فقال ماذا يصير في هذه الليلة ، غدا من بكرة سوف نحضرهم ونقبض عليهم ونقتل من نكره منهم فقال له المصلحة تقضي أن لا تمهلهم فلم يسمع منه فكان لتهاون شيخي بك الذي كان إذا