شم رائحة أو تخايل خيال قتل من أجله أعز عزيز ، فأجرى مثل هذه الحركة وتماهل في أمرها ...
فلما أصبح وقد قضي الأمر أخبر الأمير شيخي فتوجه بعسكره ومعه الأمراء إلى آقچه قپو فأخذهم النبل والنشاب فرجع إلى الوراء وألقى نفسه إلى جانب الشط والأمراء معه فجلسوا في ورجيه (١) وانحدروا في الشط ، فقال بعض لبعض ننحدر إلى واسط. وكان الرأي لو فعلوا. وقال الآخرون بل نخرج إلى جهان شاه فإنه صاحب مروءة ، ولم يكن عنده منها وزن خردلة فإنه في حق ولده لم تكن له مروءة وقتله فكيف في حق من عصوا عليه وقتلوا خيار رجاله وأمرائه ... فخرجوا من السفينة في مثل هذا الطوفان العظيم ، وآووا إلى معدن الظلم والجور ليعصمهم ... وسعوا بأرجلهم إلى حتفهم ، فتوجهوا نحو الأردو ، وليس فيه غير النساء ، فجلسوا في خيمة ينتظرون الموت ... وفي المدينة يفتشون عليهم ... فلما جاؤوا قبضوا عليهم ، فأمر جهان شاه بقتلهم ...
وإن شيخي بك قرن مع ابن العرية الجلاد ، وأسلما إلى نساء الأمير بايزيد فسجنهم على الشوك ، وقطعن لحومهم بالسكاكين حتى ماتوا ... قتلوهم وباقي الأمراء شر قتلة ... وأمر جهان شاه بنهب البلد فنهبوه لمدة ثلاثة أيام وثلاث ليالي ، قسوا فيها وعذبوا ، ومات أناس كثيرون في التعذيب ...
وبعد ذلك أمر بالقبض على الإسفاهية وقتلهم ... فقتلوا منهم مقدار عشرة آلاف أو أكثر ، وقتل بسبب ذلك خلق كثير ... وهذه القتلة لم تكن بأقل من قتلة تيمور (٢).
__________________
(١) ورجيه نوع سفينة.
(٢) الغياثي ص ٢٩٦.