ومعناه إذا لم أقل أنت الله يا أمير المؤمنين فماذا أقول إذن في الثناء عليك ...
ومن هذا كيف نعلم أن عقائد هؤلاء هي عقائد المشعشعين؟ وما الدليل على أنهم منهم؟
فأقول إن المؤلف عاد للموضوع مرة أخرى وتعرض له ، فبين أن هذه العقائد لها مكانة معينة وأن المشعشعين صنف من هؤلاء وتفصيل الخبر أنه قال :
«إن الناس في حضرته ـ حضرة الإمام علي ـ أربع طوائف أولاها غالية في حبه وتقول بألوهيته ، والأخرى تغالي في بغضه وتقول ما لا يليق ذكره .. وثالثة تستخفّ به عنادا ، ورابعة اعتقدت بإمامته ... وإن الغالين فيه الذين يعتقدون بألوهيته منهم المفوضة ... وهؤلاء يقولون إن الله فوض إليه إدارة العالم في كافة شؤونه ولم يتدخل بشيء ... ومنهم السبأية أصحاب عبد الله بن سبأ من نصيرية وهؤلاء أيضا اعتقدوا بألوهيته وبعد أن استشهد قالوا إنه لم يمت وإنما هو حي ... وإن ابن ملجم لم يقتله وإنما الشيطان تمثل بصورته فقتل ... ومنهم الغرابية (١) يقولون بأن الله أرسل جبريل إلى علي إلا أنه اشتبه وذهب إلى محمد وكان يشبه عليا كما يشبه الغراب الغراب ... وبعضهم يقول إن عليا هو الله ... ومنهم الشريفية وهؤلاء يقولون إن الله (حل) بالنبي وعلي وفاطمة والحسن والحسين فهم آلهة. ومنهم المغيرية يقولون إن الله حل بعلي وصار هو الله ... وإن قبيلة هزارة (٢) وعربان المشعشع على هذا المعتقد (وهنا تعينت عقائد المشعشعين) ومنهم المخمسة وهم يعتقدون أن سلمان
__________________
(١) منهم عشيرة الزند أصحاب كريم خان الزند ولكنه كان إماميا راجع تاريخ جودت ج ١ ص ٣٤١ وفي تبصرة العوام انهم فرقة من الخطابية ص ٢٣٧ هامش معارف الملة.
(٢) هؤلاء في الأفغان. وذلك القندهاري منهم.