دندار ابن عم أولاد طرخان إلى جهان شاه وقال له : إن في نية پير بوداق أن يحاصرك مرة أخرى حيث إنه اكتفى من الغلة والدهن واليرق عند فتح الباب. والآن في نيته العصيان وكان قد جرى ذلك في مجلس الشرب. وقالوا قد اكتفينا فالآن نحاصر مرة أخرى ...
وكان انهزم إليه هذا الشخص وأخبره بهذه الصورة وعند ذلك أمر جهان شاه بقتل پير بوداق فتوجه أخوه محمدي ميرزا وپير محمد التواجي وجماعة ودخلوا المدينة وهو غافل لا يعلم. فما أحس إلا وهم على رأسه فدخل عليه محمدي ميرزا وضربه بالسيف وأتمه الباقون فقضوا عليه وذلك نهار الأحد غرة ذي القعدة سنة ٨٧٠ ه وفي لب التواريخ قتل يوم الأحد ٢ ذي القعدة. ومن ثم قامت القيامة في بغداد وجعلوا عاليها سافلها ، وخربوا ما شاؤوا (١).
ترجمة الأمير پير بوداق :
مضت حكومته بالوجه المحرر سابقا وتفصيلها ينبىء أنه لم يكن له عمل غير الظلم والجور كما أن الغياثي نقل أنه منهمك بالفجور والشرب ... ودعاه صاحب الشذرات (پير بضع) هو (پير بوداق) فالمؤرخون متفقون على أن اسمه پير بوداق قال صاحب الشذرات : «إنه صاحب بغداد وتوفي في ٢ ذي القعدة سنة ٨٧٠ ه» ا ه.
وجاء في جامع الدول :
«كان أقطع ـ جهان شاه ـ فارس ابنه پير بوداق ميرزا ثم بلغه سوء سيرته في أهلها فعزله منها في سنة ٨٦٤ ه ولاه بغداد فأظهر العقوق والعصيان في سنة ٨٦٩ ه فسار جهان شاه إلى دفع غائلته وحاصره ببغداد نحو سنة كاملة ، فخدعه والده بطلب الصلح منه حتى فتح پير
__________________
(١) الغياثي وفي أحسن التواريخ أن ذلك وقع سنة ٨٧١ ه.