ضجيجهم فقال ما هذه الجلبة قيل له العسكر يطلب إجازة. فقال : ألم أقل لهم ارحلوا من أمس فرحلوا ومكث قاعدا في خيمته مع أولاده ومعه نحو ألف من الأمراء ... وحسن بك خلف الجبل جالس بالمرصاد والجواسيس تنقل الأخبار إليه. فأخبر بأن العساكر رحلوا ولم تبق إلا شرذمة قليلة وأنت قادر على نهبهم وأخذهم ...
فتوجه حسن بك بعسكره إليهم ولم يعلم أن جهان شاه فيهم ولو علم لم يتهجم عليه. وهم غافلون. وما أحس جهان شاه إلا والعسكر قد أحاط بهم فتراكضوا نحوه فانكسروا وجاءوا إلى باب الخيمة. كل هذا وجهان شاه نائم لا يجسر أحد على إيقاظه.
وكان جهان شاه يلقب (بالملك النوام) ولم يكن كثير النوم ولكنه كان ينام نهارا وينتبه ليلا. وقد اعتاد ذلك منذ سنين ولم يترك عادته ينتبه فيأكل ويشرب ... ويسكر وينام فينتبه وهكذا كان على هذه الوتيرة منذ أربعين سنة. لم يذكر الله بشفة ولا لسان ولم يسجد لله يوما لا في خلوة ولا في عيان. ويا ليته كان على هذا الحال من غير ظلم وجور ولكن ظلمه وفجوره وفكره الفاسد أخرب البلاد وأباد العباد ...
فلما انكسر العسكر ورجعوا إلى خيمة جهان شاه ودخل ولده محمدي أيقظه وقال له : قم وفر بنفسك. لا يسعك إلا الهرب وقص له القصة فطلب الفرس وركب. ومر على رأسه لا يعلم أين يتوجه ، وأوقفوا أولاده وبقي العسكر لم يزل يحارب حتى قتل من قتل وهرب من هرب وقبض على محمدي ميرزا ، وميرزا يوسف. وجاؤوا بهم إلى حسن بك فسألهم عن أبيهم جهان شاه وهل كان في هذا العسكر أم لا فذكروا له أنه كان وركب فرسه وانهزم ...
أما جهان شاه فإنه لما فر ولم يغن عنه ماله وما كسب التقى