بفارس من أحسن القوم غلام الغلمان. وسمعت بماردين أنه كان غلام طباخ ثم خدم الأسفاهية فضربه بالسيف ضربة ألقاه من الفرس فلما سقط على الأرض أتاه ليحز رأسه قال له لا تقتل أنا جهان شاه فعصب جرحه وأراد أن يركبه على الفرس فلم يستطع ورأى أنه يموت فحز رأسه وجعله في مخلاة وركب فرسه وأخذ سلبه وتوجه وإذا الجماعة من جماعة جهان شاه واصلين إليه فهرب من قدامهم فوقع الرأس منه وهو راكض فلم يلتفت إليه ومر هاربا حتى لحق بعسكر حسن بيك.
وأما حسن بيك فإنه لما سأل أولاد جهان شاه وذكروا أنه كان حاضرا وفر أمر بالتفتيش عنه. وبينما هم في ذلك إذ مر ذلك الشخص الذي قتل جهان شاه وهو راكب فرسه فقال محمدي ميرزا هذه فرس أبي فجيء به وسئل عنه فأخبر أنه قتله وإن الرأس سقط منه فأرسل صحبته جماعة ليدلهم على الرأس والجثة. فلما رأوها اختلفوا فيها لما رأوا فيها من الشعر الكثيف ... فأرسلوا الجثة إلى تبريز لتدفن هناك في مدفن له وأرسلوا الرأس إلى سلطان مصر.
وكنا في حلب لما جاؤوا بالرأس وهو في علبة وأدخل الرأس إلى حلب يوم السبت ٧ جمادى الأولى سنة ٨٧٢ ه ...
وجرت هذه الأمور ونحن بحلب فلذلك حصل لنا الوقوف عليها. وفرسه كانت خضراء صغيرة الجرم رهوال. وكانت عنده كل فرس تقدر بمملكة ... وكان قد قتل جهان شاه يوم الاثنين ٥ ربيع الأول سنة ٨٧٢ ه ...» ا ه ما جاء في تاريخ الغياثي وهو قريب العهد بالوقعة كما يستفاد من فحوى كلامه بل شاهد بعض ذيولها ...
ترجمة جهان شاه :
لا نرانا في حاجة إلى تكرار ما تقدم من أحواله فهي كافية في بيان ترجمته لمعرفة علاقته وارتباطه بالسياسة والحروب ... وبعض