خصوصياته لا تخلو من تفسير أوضاعه وأعماله ... إلا أننا لا نمضي دون أن نستنطق مؤرخين عديدين عنه ...
قال في الضوء اللامع : «صاحب العراقين وملك الشرق إلى شيراز وممالك آذربيجان. مات قتيلا فيما قيل بيد أعوان حسن بك ابن قرايلك بالغرب من ديار بكر ، أو موتا سنة ٨٧٢ ه وقد زاد على الستين ونهبت أمواله ، وأرسل حسن بك برأسه إلى القاهرة فعلق وكان من أجلاء الملوك وعظمائها ، لا يتقيد بدين كأقاربه وإخوته مع التعاظم والجبروت وسفك الدماء بحيث إنه قتل ابنه ... وربما احتجب عن رعيته الشهر في انهماكه ، وينسب مع قبائحه إلى فضل في العقليات وغيرها ... وكان مولده في أوائل القرن تقريبا بماردين ولذا قيل إنه كان سمي ماردين شاه ، وإن أباه لما ذكر له ذلك غضب وقال هذا اسم للنسوة وسماه جهان شاه. ونشأ في كنف أبيه ثم أخيه اسكندر ، ثم لما ترعرع فر منه إلى جهة شاه رخ بن تيمور فأرسل إليه من قبض عليه وجيء به إليه فأراد قتله فكفلته أمه ثم بعد يسير فر ثانيا ولحق بشاه رخ فأكرمه وأنعم عليه بعدد ومدد عونا له على قتال أخيه إلى أن انكسر (الأخ) ثم قتله ابن نفسه شاه قوماط (صحيحه قباد) في ذي القعدة سنة ٨٤١ ه وبعث لعمه صاحب الترجمة برأسه ورسخت قدمه حينئذ في مملكة تبريز وما والاها على أنه نائب شاه رخ ، وعظم واستمر في تزايد إلى أن عد في ملوك الأقطار ثم ملك بغداد بعد موت أصبهان ، وكثرت عساكره ، وعظمت جنوده وأخذ في مخالفة شاه رخ باطنا. وحج الناس في أيامه بالمحمل العراقي من بغداد في سني نيف وخمسين ، ولا زال كذلك حتى مات شاه رخ وتفرقت كلمة أولاده ، واستفحل أمره بحيث جمع عساكره ومشى على ديار بكر في سنة ٨٥٤ ه لقتال جهانكير وأخذ منه أرزنكان (أرزنجان) بعد قتال عظيم وأكثره بقلعتها ، وأرسل قطعة من عساكره لحصار جهانكير بآمد ... ثم أرسل قصاده إلى الظاهر بأنه باق على