وكسرهم ، فازداد حسد أخويه ، ذلك ما دعا أن يسير إلى القاضي برهان الدين صاحب سيواس ، فحظي عنده ، وبقي في خدمته.
ثم انحرف عنه لأنه غدر بابن أخته الأمير الشيخ مؤيد وقتله بعد أن حصل على الأمان بواسطة عثمان بيك. والشيخ مؤيد كان قد أعلن العصيان على خاله ، فلم يتمكن أن يظفر به لو لا عثمان بيك وكان قد نزل إليه من قلعة قيسارية فقتله برهان الدين غدرا (١) ذلك ما دعا عثمان بيك أن يغضب للحادث ويفارقه بستمائة فارس من أصحابه ، وصار إلى جهة قلعة ديوركي ، فتبعه القاضي في جمع عظيم ، وأدركه في موقع يقال له قرائيل (في جامع الدول قرابيل) في الحدود بين الروم والشام فثبت عثمان بيك وكان القتال شديدا مع قلة الجمع فقتل القاضي برهان الدين ، وانهزم عسكره واستولى عثمان بيك على أكثر بلاده (٢).
ثم قصد (قراتاتار) الذين كانوا نحو أربعين ألف بيت قرا عثمان ، وكانوا يسكنون في نواحي الروم فقاتلهم عثمان بيك وكسرهم في موقع يقال له (سورك) بين سيواس وقرائيل وفرق شملهم ، ومزق وحدتهم (٣).
وبعدها سار فحاصر سيواس ، فبلغه أن ييلد يرم بايزيد قد أرسل ولده سليمان چلبي في جمع عظيم بغرض تسخيرها ، فثبت إلى أن وصل إليه العسكر وأحاط به فتحقق عجزه عن المقاومة ، فاخترق الجبهة ،
__________________
(١) بزم ورزم ، والتفصيل عن القاضي برهان الدين هناك ، وقد علمت أنه ترجم عن الفارسية إلى اللغة التركية من لجنة التأليف والترجمة في الجمهورية التركية ، راجع وصف هذا الكتاب في تاريخ العراق ج ٢.
(٢) ديار بكرية ص ٢٩ وجامع الدول ج ٢.
(٣) قرا تاتار طائفة من التركمان أقام قسم منها في خراسان وآخر في الأناضول ، بعد وفاة تيمور تفرقت في أنحاء مختلفة ، وفي أيام نادر شاه جمع قسما كبيرا منهم ، وقد وسع البحث عنهم صاحب «مرآة البلدان» وعين مكانتهم في إيران. ص ٤٢٠ وديار بكرية.