يوضح الوقائع والعلائق أو الإجمال عن الماضي وضبط الأعلام ، والأشخاص والمواقع ، أو الأقوام ... وقد توسع في وقعة أصبهان الأولى وبين سببها في أنه أراد أن يستفيد من النزاع بين الإخوة وأظهر أنه جاء مناصرا لعلي بيك ... فهاجم مواطن السلطان حمزة بجيوشه إلا أنه قل العلف لخيولهم ودوابهم ، فتفرقوا ، ومن ثم فاجأ السلطان حمزة مقر الأمير أصبهان ... فوقعت حروب دامية جدا ، اضطر أصبهان بسببها على العودة (١) .. هذا ولو فصلنا وقائع اسكندر ويعقوب بيك ، وابنه جعفر ، وحوادث جهانكير لتكون لنا مجلد كبير ولكن كما قلنا أن هذه لا يمس بحثها تاريخ العراق مباشرة ، وكفانا أن نعرف زبدة الوقائع ونتائجها.
٣ ـ جهانكير :
هو ابن علي بيك بن قرا عثمان كان قد ولد في حدود سنة ٨٢٠ ه وكان قد توفي والده علي بيك ، فلم يمض غير قليل حتى توفي عمه السلطان حمزة فأرسل أهل البلد وأمراء آق قوينلو إلى جهانكير يدعونه إلى الملك ، فسار مجدا وملكها ، فتعين للملك ولرياسة آق قوينلو (البايندرية) ...
ولما أتم أمر آمد سار إلى ماردين ، وكان فيها (شاه سلطان) بنت السلطان حمزة مخطوبته من قديم إلا أن العداوة عاقت من الزفاف والوصال. وحينئذ أرسلت شاه سلطان إلى جهانكير تدعوه لتسلم إليه البلد فمضى إليها توا وسيّر أخاه حسن بيك في جمع لقتال العربان بقرب جعبر ، فظفر حسن بيك بهم وغنم منهم ، وسار جهانكير فتسلم القلعة ، وتزوج البنت ... وكان المأمول منه أن يصلح الحالة لما نالها من
__________________
(١) ديار بكرية ص ٩٤ ـ ٩٩.