حمزة إلا أنهم كانوا ينحرفون عنه تارة ويميلون إليه أخرى وكان حسن بيك يراعي أخاه مرة فيخدمه ، أو يصير مع عمه يعقوب بيك صاحب أرزنجان وكان آنئذ ابن ١٤ سنة لكنه كان آية في الشجاعة ، وجرى بينه وبين جعفر بيك ابن يعقوب بيك مقاتلات عديدة ، وظفر في كلها لأن جعفر بيك كان قد عصى على أبيه يعقوب بيك. ثم سار حسن بك إلى مصر لملاقاة والده ، وسار أخوه حسين بيك إلى جانب الروم لما نالهما من ضيق ، ثم عادا لخدمة أخيهما جهانكير في ولاية الرها.
وكان السلطان حمزة قد استولى على أرزنجان أيضا أخذها من يد أخيه يعقوب بيك فبقي هذا في قلعة كماخ فقط ذلك ما دعا أن يعد حمزة سلطانا مستقلا من مؤرخين كثيرين (١). وفي أثناء ذلك أغار جهانكير على نواحي ماردين ثم على أرقنين (أرغنين) ونهبها ، وسخر قلعة جعبر ، ثم عاد إلى الرها ...
ومن ثم بلغه في هذه الأيام خبر وفاة أبيه (علي بيك) بقلعة (شيزر) من أعمال حلب ، وكان قد عاد إليها من مصر ، فتوفي بها ، ولم يمض غير قليل حتى توفي السلطان حمزة أيضا بدار ملكه (آمد) في أوائل رجب سنة ٨٤٨ ه ، ولم يكن محمود السيرة كأبيه وإخوته وإنما كان مشتهرا بالظلم والسوء ، واستقر بعده ابن أخيه جهانكير بن علي بيك (٢).
وعلى كل حال لم تدم سلطنة لواحد منهما ، وكانا في نزاع حتى ماتا ... وفي ديار بكرية فصل حوادثهما ، وأوضح كل واقعة بسعة ، وفيه مباحث خاصة تصلح أن تكون تاريخا للحكومات المجاورة ، ومنها قرا قوينلو ، والحكومة المصرية ، وحكومة آل تيمور أو على الأقل توضح وقائعها معها ... ولم نتوغل في ذلك فإنه لا يهم العراق إلا بقدر ما
__________________
(١) في تاريخ الغياثي عده السلطان بعد والده ص ٣٥٨.
(٢) الضوء اللامع ج ٣ ص ١٦٥ ، وجامع الدول وقاموس الأعلام.