شكر بيك بهارلو ، وعلى السلطانية شهسوار بيك بيراملو قد جمعا وحشدا ، وسار مع ولده پير بوداق ، واستولوا على العراق (عراق العجم) قبل وصول جهان شاه ، وأرسلوا إليه البشير ، فلقيه حين قفوله من ديار بكر ، وكان ذلك في سنة ٨٥٧ ه.
ولما وقع الصلح بين آق قوينلو وقرا قوينلو قام الشقاق بين الأخوين جهانكير ميرزا وحسن بيك المعروف بالطويل ... وباختلافهما قوي أمر عمهما قاسم بن قرا عثمان ، فادعى الأمر لنفسه ورفع راية الخلاف ... وكذا عظم شأن قليج أرسلان ابن پير علي بيك بولاية أرزنجان وترجان إذ أقطعه جهان شاه تلك الديار ، وكان حسن بيك لا يرضى بالمصالحة فاجتمع إليه من شجعان آق قوينلو ، فأغار بهم على صحراء موش ثم هجم على عمه قاسم بيك فهرب هذا إلى صوب قرا حصار الشرقي فتبعه حسن بيك وغنم أثقاله وبيوته ، ثم رد عليه أهله وعياله ، فعاد إلى تسخير أرزنجان وقتال قليج أرسلان ، وظفر بولده مع جمع من أصحابه فأسرهم ، وحاصر أرزنجان نحو ٤٠ يوما وخرب سوادها ، ثم بلغه أن سليمان بيك بن ذي القدر (دلغادر) قد توجه لقتاله ، فلم يضطرب حسن بيك من هذا الخبر وثبت.
ثم ظهر كذب الخبر فأغار على بلاد ترجان وأرزنجان ، ثم على المخالفين من الكرد ، فأطاعه أمراء الأكراد ، وعظم شأن حسن بيك ، وكثرت جموعه ، ثم بلغه أن عمه قاسم بيك قتل ابن عمه جعفر بيك ابن يعقوب بيك وحاصر كماخ ، فسار إلى دفع غائلته ، فوصل إليه وهو على الطريق خبر ذهاب أخيه جهانكير إلى مصيف الأطاغ وتركه آمد خالية من المستحفظين ، فانتهز حسن بيك الفرصة ، وترك جميع أثقاله وألوساته بقرب كماخ ، وسار هو بتجريدة في نخبة من الجيش صوب آمد ولما قرب منها سار هو في خمسة فوارس متنكرا ، ودخل آمد ، وقتل البوابين ، فدخل بقية جيشه البلد أيضا ، فأطاعه من كان فيها من أعيان أهليها.