آلاف فارس من قراقوينلو فأخرجه الطويل من تلك البلاد فهرب إلى جهان شاه فغضب عليه وحبسه وصادر أمواله لهربه من حسن بيك فنهب حسن بيك تلك الديار وولاية ياسين (في أرزن الروم) ثم توجه إلى العراق فأطاعه أهلها ، ثم سار إلى أرزن الروم ، ثم حاصر أرزنجان ثم بلغه أن أخاه جهانكير قد عاد من العراق ، وقصد أن يكبس قبيلته (ألوسه) فعاد حسن لدفع غائلته فتحصن أخوه جهانكير منه بقلعة ماردين ، فحاصره حسن بيك فيها ، فأرسل جهانكير أخاه أويسا إلى جهان شاه يستمده ، فأمده بجيش عظيم مع رستم ترخان ، ثم أرسل في عقبه من أعاظم أمرائه الأمير علي شكر بيك أيضا فاجتمع كلا الجمعين ، فساروا جميعا إلى ديار بكر لقتال الطويل ودفع غائلته فاستقبلهم هذا وقاتلهم قتالا شديدا وكسرهم وأسر رستم ترخان مع جمع من أصحابه وثبت علي شكر بيك وابنه پير علي بيك في جمع من أصحابهما بعد انهزام العسكر ، فاجتمع عليهما جمع عظيم من المنهزمين ، فقاتلوا عسكر الطويل حتى أخرجوهم من معسكرهم ، وكادوا يكسرونهم لو لا إقدام حسن بنفسه فبعد جد عظيم ، وقتال شديد أسر علي شكر وابنه پير علي مع ألف وسبعمائة من نخبة الجيش ، وقتل خلق عظيم ، وفرت البقية ، وتفرقت شذر مذر ، وتبعهم عسكر حسن. فغرق أكثر الهاربين في الفرات ، ولم يفلت منهم إلا القليل ، وغنم العسكر أثقالهم وأموالهم ، ثم أمر الطويل بقتل الأسرى فقتل خمسمائة منهم صبرا ؛ وحبس الباقين ، ثم أمر بضرب عنق رستم ترخان بين يديه.
٢ ـ حكاية : (استطراد)
يحكى أن مجذوبا يقال له (بابا عبد الرحمن) كان قد حضر مجلس الطويل يوما وأخذ سيفه وضرب به على طاس في المجلس ، فقال هذا رأس رستم يضرب فيما بين يديك بهذا السيف. وكانت هذه الإشارة قبل