شاه ، فلم يذعن لحسن بيك ، ورأى هذا أن الضرورة تدعوه أن يترك بغداد ويرحل عنها إلى تبريز فكان ذلك يوم الجمعة ١٥ رمضان سنة ٨٧٢ ه.
٢ ـ حسن علي ـ السلطان أبو سعيد :
وفي هذه الأثناء بلغه ظهور حسن علي بن جهان شاه بأذربيجان ، وكثرة تعديه على الأهلين هناك ، وأنهم استغاثوا به ، فسار لدفع غائلته ... فأرسل رسولا من أكابر أمرائه إليه ، وذكر ما له عليه من الحقوق السابقة ... فلما وصل قتله مع ثلاثين من أصحابه ، فعلم حسن بيك بالخبر ، فغضب غضبا شديدا ، فلقي عسكر حسن علي في (مرند) وكان أكثر من جيش حسن بك بأضعاف ، لكنهم كانوا أخلاطا لا يحسن أكثرهم الحرب ، فأمر حسن علي بحفر خندق حول عسكره لخوفه. ودام القتال أياما ، وهرب جماعة من أمراء حسن علي عند انتهاز الفرصة فمالوا إلى حسن بيك ومنهم أمير شاه علي ، وأمير شاه إبراهيم ... وذلك في ٤ صفر سنة ٨٧٣ ه وتابعهم غيرهم. ثم أمر حسن بيك أن تجمع أحجار ترمى بالفلاخن ، وصاروا يرمونهم ، فلم يروا بدا من الفرار ، فتفرق جمعه ، وهرب هو بشق النفس إلى باكو ، ونهب ما كان معه من الأموال والأثقال ...
وفي أثناء ذلك كان حسن بيك يرسل الرسل مرة بعد أخرى إلى جانب السلطان أبي سعيد وإلى أمراء الجغتائية يظهر لهم الطاعة والصداقة ، ويذكر لهم حسن انقياد آبائه لهم من أيام تيمور ، وعدم ظهور العصيان والخلاف منهم قطعا كما كانت طائفة قرا قوينلو. ولكن بلغه أن السلطان أبا سعيد قد تجهز للمسير إلى العراق وأذربيجان طالبا الثأر لجهان شاه منه ، وكان قد سير أميرا من أعاظم أمرائه الأمير مزيد أرغون في مقدمته مع جيش عظيم. هذا وبعد فرار حسن علي وتفرق جموعه في