مرند سار حسن بيك إلى تبريز وكان ذلك في ٦ رجب سنة ٨٧٣ ه وبث أمراءه مع جموعهم ليفتح القلاع والحصون ففتحوها بأيسر الوجوه ، وذلك لاشتهار حسن بيك بالعدل وحسن السيرة ، وكان أكثر أهل القلاع يسلمونها إلى نوابه باختيارهم قبل الحرب.
ولما وصل ظاهر تبريز ، في التاريخ المذكور ، بلغه خبر وصول أبي سعيد إلى السلطانية ، ثم إلى موضع ميانه ، فجمع حسن بيك سراياه وبعوثه وسلم تبريز إلى الأمراء الجغتائية ، وأرسل رسولا إلى السلطان يسعطفه ، ويستأمن إليه ، فلم يجبه السلطان وكان قد اجتمع إلى السلطان جمع عظيم زهاء ثلثمائة ألف فارس ... وكان معه عساكر الولايات التي مر بها من أقصى بلاد ما وراء النهر إلى حدود ديار بكر وكان قد انضم إليه عسكر جهان شاه ، وبعض من كان مع حسن بيك مثل عمه محمود بيك بن عثمان بيك ، وعلي بك قاجري ، وشاه علي حاجيلو ، وأويس إينال وغيرهم من طائفة آق قوينلو ، فبقي حسن بيك في قلة ، وكان قد كحل أبا يوسف ميرزا بن جهان شاه لما علم أنه كان قد أرسل إلى الطواشي يقول له لا تسلم بغداد ، وإني صائر إليك ، ثم أطلقه فقدم إلى السلطان واستغاث به على حسن بيك ، وكذا التجأ إليه حسن علي ، فسيره السلطان في جمع من الجيش إلى حكومة تبريز وولاه أذربيجان كلها. وترددت الرسل بين حسن بيك ، وبين السلطان ، والتمس حسن بيك أن يترك السلطان أذربيجان له ، وأن يكون العراق للسلطان ، فلم يجبه إلى ذلك ، فآل الأمر إلى القتال ، فانتصر حسن بيك في نتيجة هذا القتال بالرغم من القلة ، فهرب السلطان إلى (قزل أغاج) في جمع من أصحابه ، ثم سار إلى (محمود آباد) من حدود شيروان بعد تعب شديد من جراء كثرة المياه والوحول ، فخندقوا على الطرف الذي كان إلى البر ، بيتهم عسكر حسن بيك وقتلوا فيهم قتلا ذريعا ، وضيق حسن بيك على معسكر السلطان ، ومنع منهم الميرة من كل جهة ، فاضطر السلطان