في البكاء حينما رآها تبكي مما يعين رقة شعوره .. فهو ممن يرجح العفو على الانتقام .. وكان قد عصى عليه إخوته وقارعوه كثيرا فصفح عن زلاتهم وعاملهم بالعفو ما وجد سبيلا ، وكانت آماله أكبر إلا أن الضربة التي أصابته من العثمانيين كسرت غروره ، وعرفته نقص تدابيره ، وأن لا يجازف هذه المجازفة ، أو يخاطر بأمثالها.
السلطان خليل
سلطنته :
ولي السلطنة بعد والده وهو الابن الأكبر المحبوب لأبيه. كان واليا بفارس وولي عهد فجلس على تخت آذربيجان وملك جميع ما ملكه أبوه من البلاد وأثر جلوسه على سرير السلطنة فوض إيالة ديار بكر لأخيه يعقوب بيك ، وجعل بغداد لابن عمه مراد بن جهانكير .. إلا أنه لم يهنأ بالملك ولم يتم له الأمر سوى ثمانية أشهر ومن حين ولي أخذ العنف والشدة ديدنا له وقتل كثيرا من الأمراء وقتل أخاه مقصود بيك وخلقا كثيرا من أقاربه (١) ومع ذلك اشتغل باللهو والملاهي ، وكانت الفتن نائمة في أطراف البلاد فأيقظها ، ولم يمكن أحدا أن يعرض عليه شيئا من ذلك لسوء خلقه وشدة جبروته فاتفقوا على خلعه وتولية أخيه الصغير يعقوب بيك (٢) ...
وفي تاريخ عالم آراي أميني أن السلطان خليل هذا ولي الملك بعد أبيه ، واستولى على آذربيجان والعراقين وفارس وكل ما كان بيد والده ، وجعل ولي عهده الأمير ألوند ، واتخذ من الأمراء حسين بيك قوجه حاجي وكان صاحب تدابير صائبة وقائدا محنكا ، وعاقلا عادلا لا نظير
__________________
(١) منتخب التواريخ والغياثي ص ٣٦٨ وحبيب السير وكلشن خلفا.
(٢) القرماني ص ٣٣٧.