وفي تاريخ تركية لأحمد حامد ومصطفى محسن : «إن آخر ملوك طرابزون داود قومنن كان قد صاهر حسن الطويل فكان يحاول أن يحميه ولكن تشبثاته ذهبت سدى. ونقل في الهامش عن هامر الألماني أن الأميرة زوجة حسن الطويل هي كانرينة بنت جان أخي داود والمتولي قبله ...» ا ه (١).
وقال في بدائع الزهور :
«كان ملكا جليلا عاقلا سيوسا كثير الحيل والخداع اقتلع ملك العراق .. وقتل عمه الشيخ حسن ، وانقرضت دولة بني أيوب على يده ، ثم قوي على جهان شاه وحاربه حتى قتله وشتت أولاده ، وملك تبريز والعراقين ، وبلغ مبلغا لم يصل إليه أحد من أجداده ولا من أقاربه وقد تحرش بابن عثمان ملك الروم .. فما قدر عليه ثم تحرش بسلطان مصر ، وجرى له مع الأشرف قايتباي أمور يطول شرحها. وكان الأشرف يخشى سطوته ، فلما مات عد ذلك من جملة سعده». ج ٣ ص ١٤٤.
والحاصل كان حسن بيك من أكابر ملوك الشرق الأدنى وأعاظم الفاتحين وبوفاته بلغت فتوحه مبلغا عظيما من السعة يحير العقول ويبهر الفحول .. ويدل على مقدرة وهمة كبيرة وإقدام وروية .. أذعن له من الأقطار ما يصلح كل منها للقيام بحكومة مستقلة ، ولو طال به الأمد لتجاوز حد المعقول وفاق أكابر الفاتحين أمثال تيمور في سعة الممالك .. هذا في حين أنه لا يقاس بغيره من أصحاب العسف والجور فهو لم يعدل عن طريق الإنصاف ، ولم يتجاوز المألوف مع أكبر أعدائه وخصومه لمجرد حقن الدماء ، وافق أن يترك للسلطان أبي سعيد بلادا كثيرة فعاند في قبول الصلح ولما قتل أسف عليه حتى أنه اشترك مع أمه
__________________
(١) تركية تاريخي ص ٩.