والحاكم المباشر للإدارة فعزله أبوه من بغداد ... ولما آلت السلطنة إلى خليل بيك قتل مقصود بيك وأودعت إمارة العراق إلى مراد بيك بن جهانكير .. ولم نعلم عن الوضع غير ما ذكر من تبدلات. فالولاة كانوا بالوجه المبين وأما الأمراء فإنهم حكام عامون لا يتدخلون في الإدارة المباشرة.
المشعشع :
كان المولى محسن المشعشع قد سمع بوفاة السلطان حسن وحينئذ توجه إلى بغداد وفي أول الأمر جاء نائب الرماحية إلى الجحيش (١) وآل جوذر (٢) في طلب جماعة من الذين هربوا منه فنهبهم وقتلهم وسلب تلك الأنحاء حتى وصل إلى قناقيا (٣) من قرى الحلة ورجع أما حكومة بغداد فإنها مشغولة بنفسها ولا علم لها بما يجري أو لا تريد الالتفات إليه (٤).
مراد بيك ـ السلطان خليل :
إن مراد بيك بن جهانكير لم يرض بإمارة العراق فعصى على السلطان. وفي صفر هذه السنة نهض لمقارعة السلطان خليل وقتاله فجاء السلطانية فقاتل مع منصور بيك پرناك وكان هذا من أمراء السلطان خليل فتغلب مراد بيك عليه أما السلطان خليل فإنه تأهب لقتاله بنفسه فخرج من تبريز لمقابلته ففر مراد بيك من وجهه وذهب إلى قلعة فيروز كوه وكان
__________________
(١) الجحيش. قبيلة من قبائل زبيد في أنحاء الحلة ولا تزال تعرف بهذا الاسم ونخوتها (جاحش) وكذا يعد منها من يتنخى بهذه النخوة من القبائل الكثيرة العدد ، ولها الكلمة النافذة هناك والتفصيل عنها في كتاب عشائر العراق.
(٢) الجوذر. قبيلة من قبائل الجبور ونخوتها عجم وهي في أطراف الحلة حتى الديوانية ويتكون منها ومن سائر الجبور هناك جموع كثيرة. راجع عشائر العراق.
(٣) وتلفظ اليوم جناجه بالجيم ولا تزال موجودة.
(٤) الغياثي ص ٣٦٨.