وافرة وفضائل جمة ، والمعروف من حاله أنه متمسك بالدين ، متحل بآدابه ، وأعماله الجميلة قد نقشت على ألواح القلوب ... يأمر السلطان ، والأمراء ، والعسكر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ولا تأخذه في الحق لومة لائم فلا يبالي بأحد ... ولا يتأخر عن النصح ولزوم العمل بمقتضاه وقد سمع عن القاضي ضياء الدين نور الله كان قد ورد سفراء من مصر والروم لمواجهة السلطان يعقوب وهذا لبس الكسوة الذهبية وظهر بمظهر الأبهة والإجلال وجمع مجلسه وأبدى العظمة والحشمة الزائدة واعتلى العرش وكان هؤلاء السفراء واقفين أمامه كل في محله. وحينئذ دخل القاضي ورأى السلطان في ذلك اللباس فقدم إليه وقال :
«إن الكسوة الذهبية محرمة شرعا على الرجال» وحينئذ أمر السلطان مرافقة (ملازمة) سراج الدين فأخذ هذه الكسوة التي كانت عليه فأبدلها فراعى السلطان جانب القاضي وأطاع أمره فلم يتأثر لما نهاه عنه ولا لما عمله من الاحتساب ، ولا زال القاضي يأمر برفع الأمور المخالفة للشرع ويسعى للجهات الخيرية ويحض على الأعمال المبرورة وأن السلطان يرى وجوب مراعاة ما يأمر به أو ما ينهى عنه ... وقد استشهد هذا القاضي إثر وفاة السلطان بسبب الفتنة الحاصلة كذا في حبيب السير وكان قد قتله خليل الصوفي. وله الشعر الكثير الذي ينطق بمقامه الأدبي وعلو كعبه ... وقد أورد جملة صالحة منه صاحب اتشكده وقال عنه إنه كان أعلم العلماء في عهده ، نال المكانة الرفيعة لدى حسن بيك وابنه يعقوب بيك كما إنه سبق لوالده خدمات في الديوان وهو شكر الله المستوفي ، علم السلطان يعقوب وله ديوان في الغزل والعشق في ألف بيت (١) ...
__________________
(١) آتشكده ص ٢٢٦ ـ ٢٢٧ طبع في الهند سنة ١٢٩٩ ه ومؤلفه الحاج لطف علي بيك المعروف ب آذر من أصفهان ولد في سنة ١١٢٣ هو كتابه تذكرة شعراء فارسي من نوع دمية القصر ، وتذكرة دولتشاه. طوف في بلاد كثيرة منها العراق والشام ، والحجاز.