ونرى إدريس بن حسام الدين البدليسي قد مدحه في مقدمة (مجمعة نظم) مدحا زائدا وجمع فيها المقدار الوافر من شعره ورتبه مجموعا من شعره وشعر الوزير الشيخ نجم الدين مسعود ونعت القاضي نفسه بعيسى في كافة القصائد التي قالها وأوردها البدليسي مما تمكن على جمعه والعثور عليه ... وقال في المقدمة إنه لا يستطيع إبداء ما يستحقه الممدوحان (القاضي والوزير) في كافة أوصافهما فهذه ما لا يكاد يحصيها استقصاء ولو بذل جهوده ليلا ونهارا إلا أن الروابط المعنوية ، والأخوة في الله وخصوصية السوابق في المؤانسات الروحانية ... مما دعا أن يلهج بذكر جميلهما ، ويبدي بعض فضائلهما مما أكسبه من روابط الاختلاط ، والألفة ودوام المرافقة فقد كانا ركنين للإسلام ركينين ، قوّما أساس الملك في مراعاة الدين وتقوية الشرع المبين فكانا متلازمين معا وساهرين لإقامة نواميس الشرع ، وإمضاء الأحكام السلطانية فلم يغفلا لحظة ...
هذا لرفع الجهل عقل مشخص |
|
وذاك لفيض الفضل روح مجرد |
وذاك لقانون الممالك حافظ |
|
وهذا لكانون المظالم مخمد |
وهذا ما جاء في نعت القاضي في مجمعة النظم قال :
«إن القاضي صفي الدين عيسى في حسن شمائله كأنه نازل من الملأ الأعلى في صورة جسم هيولاني تمثل في هيكل جسماني وكان له كمالات وأساليب في فنون العلوم ، وفهوم العقل الكلي ، ونراه قد أكمل النفوس الناقصة في إنسانه الكامل الهيئة ، بليغ المقال ، صادق اللهجة .. فكأنه علم في تربية أرباب الحق واليقين أو هو روحاني مهذب .. وحدث عن بيانه ونظمه نثرا وشعرا ولا حرج سواء في العلوم العربية وآدابها ؛ أو لطائف وقائعه ومحاضراته بفصاحة ليس وراءها وهكذا قل