العظيمة نحو بايسنقر فاستقبلهم الأمير سليمان بيك مع بايسنقر للمقاتلة ومن ثم وقبل التحام الجيوش صار يفر جيش بايسنقر أفواجا ويلحق بأعدائهم لحد أنهم بقوا وحيدين.
ولما كان الوضع بهذه الحالة اضطر بايسنقر أن يذهب إلى صهره شاه شيروان باتفاق من حسن علي بيك والشيخ نجم الدين مسعود فساروا إليه في أواخر رجب سنة ٨٩٧ ه وسار سليمان بيك إلى ناحية ديار بكر. أما رستم بيك فإنه مضى في التاريخ المذكور إلى تبريز وهناك استقر حكمه وأذعنت له بالطاعة كافة الأنحاء وجاءته الوفود من العراقين وفارس وكرمان ولرستان وقدموا له الهدايا وأجروا مراسم الإذعان كما أنه أنعم بإنعامات وافرة على البايندرية بصورة لم يسبقه أحد إليها فإنه لم يدع واحدا منهم محروما ...
أما بايسنقر فإنه رحب به شاه شيروان وهو جده لأمه (فرخ يسار) فأكرم مثواه وأن نجم الدين مسعود قد سمه بعض الأمراء هناك عند تقديم الطعام له فجنى عليه وانتقل هو إلى رحمة ربه ، وإن سليمان بيك وصل ديار بكر وهناك صار يعقد الأماني والآمال إلى أن قتل. وسبب قتله أن سليمان بيك كان قد قتل في إبان سطوته أخا دانا خليل فلما رجع في حال نكبته إلى ديار بكر سنحت الفرصة إلى نور علي بيك بن دانا خليل أن ينتقم لعمه فانتهز حالة وجوده في الحمام المسمى حسين كيف وقت السحر فضربه وأرداه قتيلا. ونور علي بيك هذا بايندري أخو أبيه سلطان فلما بلغ خبر ذلك إلى رستم بيك فرح وأرسل خاله قاسم بيك واليا إلى هناك فوصل إلى المدينة وقام بأمر العدل فيها (١).
__________________
(١) حبيب السير ص ٣٣٣ جزء ٤ جلد ٣. ومنتخب التواريخ صحيفة ١٨٩.