حسن بيك وكذا عند ابنه السلطان يعقوب حتى حصل على الوزارة .. وذكر له بعض الغزل من شعره (١).
وقد نعت نفسه في شعره بالشيخ وذكر ذلك في كل قصيدة فيه في الديوان الذي جمعه له وللقاضي مسيح الدين عيسى الأديب الفاضل إدريس البدليسي وله فيه مختارات من النظم جمعها له البدليسي لا تقل عن مقاطيع أكابر الشعراء ... وهي باللغة الفارسية. وأساسا إن سوقها آنئذ رائجة والاعتبار بها كبير والشعراء قاطبة في أيام الميرزا يعقوب من العجم ... والعلاقة والارتباط بإيران زائد جدا ...
ومما قاله فيه أنه لا يحصي صفاته وجميل خصاله لفظ ، ولا تنبىء عنها عبارة فهي لا تعد ولا تحد ... فعن شفقته وحبه لرجال الله حدث ولا حرج فهو مقبول عندهم كحظوته لدى الشاه وجيشه ، وعدله مع أرباب الحكومة والرعايا لا منازع فيه ... هو الوزير محرم الأسرار ، والنديم الروحي ليعقوب خان ، ومرجع الخلق في حسن الإدارة ... فلا يضارعه في كافة أوضاعه ندّ ... وأصله ينتمي إلى نسب عريق ونجار شريف فهو يتصل بقطب العارفين الشيخ شرف الملة والدين محمد الدركزيني قدس الله روحه يمت إليه بقربى العصوبة ... وكان ملاذا للفقراء ، ومرجعا للفضلاء ولم يقصر في تأييد قوانين الدين ، وتمهيد قواعد الشرع المبين فهو نعم المعين للقاضي صفي الدين عيسى بل لم يأل جهدا في حسن إدارة البلاد ، وسلوك الهداية والإرشاد ... (إلى أن قال) وبعد ارتحال السلطان عمت الفتن ، والتهبت نيران الإحن فاستشهد القاضي ثم زادت نيران المصائب اشتعالا حتى أودت بالوزير :
طواه الردى طيّ الرداء فأصبحت |
|
معانيه ما فيهن منه سوى الذكر |
__________________
(١) آتشكده ص ٢٢٧.