الأهلين ضرائب ثقيلة وأمر بأخذ ما عندهم من حبوبات وأطعمة تأهبا للطوارىء بحيث تجمع لديه ما يكفي إعاشة الجيش لمدة ثلاث سنوات ...
وكان نقيب بغداد ومن أشرافها السيد محمد كمونة (١) الذي ورث النقابة أبا عن جد وكان متهما بإخلاصه للشاه فأمر باريك بالقبض عليه وزجه في السجن ..
وأما الشاه فإنه حينما انصرف أبو إسحاق الدباس منه عزم على فتح بغداد وعين لهذه المهمة أحد قواده وهو حسين بيك (لله) (لالا) أرسله مع الجيش مقدما ثم تحرك هو بعده متأخرا فسمع باريك فاضطرب وفضل الفرار على الكفاح والنضال فعبر على ظهر جواده من جسر بغداد ليلا وتوجه نحو مدينة حلب. وجاء في جامع الدول «أن باريك ذهب إلى العثمانيين وبقي في خدمة السلطان سليم ثم ولده السلطان سليمان ثم عرض إليه عمى فاستأذن السلطان في المجاورة بمكة المكرمة فأذن له في ذلك ، وسير إليها مكرما وبقي فيها إلى أن توفي» ا ه.
وعند الصباح اجتمع الأهلون ببغداد وجاؤوا إلى الجب الذي سجن فيه السيد محمد كمونة المذكور فأخرجوه منه وسلموا إليه مقاليد الأمور ببغداد. وهذا يعد بمثابة طاعة منهم للشاه ... وفي هذه الأثناء تبينت طلائع الجيش الإيراني يوم الجمعة يقدمهم لالا بيك وجاؤوا إلى أطراف بساتين بغداد وفي يوم الجمعة المذكور صعد السيد محمد كمونة المنبر وخطب باسم الشاه إسماعيل وأدى كمال الإخلاص والطاعة وبعد الصلاة خرجوا من البلدة لاستقبال لالا بيك والاحتفال بقدومه ...
أما لالا بيك فإنه راعى التعظيم والتكريم اللائق في حق السيد
__________________
(١) لا تزال هذه الأسرة إلى اليوم ومعروفة بهذا الاسم وهو نقيب النجف.