واقعة بغداد :
فصلت هذه الحادثة تواريخ عديدة ، وقد مر ذكر بعض النصوص. وهذا ما قاله الجنابي في تاريخه : «لما قتل السلطان أحمد استقر مكانه في بغداد صبي من آل أويس واسمه شاه محمود من أبناء شاه ولد بن شهزاده علي بن أويس. وكانت تندو بنت حسين زوجة شاه ولد هي المدبرة في المملكة ، فحاصرهم شاه محمد بن قرا يوسف سنة ، ثم غلب على بغداد ، ونزحت عنها تندو بمن معها من دجلة إلى واسط ، فسار إلى تستر فملكها ، ثم احتالت على محمود شاه فقتل لأنه كان من غيرها ، واستقلت بالمملكة مدة وذلك في سنة ٨١٩ ه ـ ١٤١٦ م» ا ه.
وجاء في أحسن التواريخ : «أن السلطان أحمد بعد قتله خلفه في بغداد سلطان محمد بن شاه ولد ... وكان قد وجد اختلافا ، وزادت الفتن من كل صوب ... فلما رأى شاه محمد ذلك انتزع اربل منه ، وسار إلى بغداد حتى وصل إلى باب سوق السلطان ، وفي اضطرابات بغداد قتل الأمير بخشايش ، وكان السلطان أحمد قد نصبه واليا ، واختار عبد الرحيم الملاح شحنة ، وظهر الاحتلال بأظهر معانيه ففر السلطان محمد إلى ششتر (تستر) ، ومن ثم استولى شاه محمد عليها» ا ه.
وهنا هذه التواريخ اضطربت في أسماء من خلف السلطان أحمد ، وفي المنهل الصافي : «كان أقيم في سلطنة بغداد ـ بعد قتلة السلطان أحمد ـ شاه ولد .. فقتل بعد ستة أشهر بتدبير زوجته تندو بنت السلطان حسين بن أويس ، وقامت بتدبير الملك من بعده ، ثم خرجت من بغداد بعد ستة أشهر فرارا إلى ششتر وملك شاه محمد بغداد» ا ه.
وهذا هو الصواب وعليه أكثر المؤرخين على أن شاه ولد كان يدبر الأمر باسم السلطان أحمد ، ثم هلك فنصب ابنه ، ومنهم من لا يعتبره ملكا وكانت الإدارة الحقيقية بيد (دوندي) ، ويعين الحالة بصورة جلية ما